الأربعاء، 23 يوليو 2014

حرب الإرهاب اليوم ليست إلا حربا علينا فهل من عاقل؟

حرب الإرهاب اليوم ليست إلا حربا علينا فهل من عاقل؟
بقلم رنا خطيب



اسرائيل اليوم تحارب المقاومات في غزة تحت شعار محاربة الارهاب؟!!

 النظام العراقي الممثل بالمالكي يحارب مناطق السنة التي انتفضت ضد ظلمه بحق السنة تحت شعار محاربة الارهاب؟!!

النظام السوري يحارب من تمرد عليه من الشعب السوري و من دخل مع الشعب السوري من مجاهدين تحت مسمى محاربة الارهاب؟!!

النظام المصري اليوم  يحارب معارضينه و ينسب كل واحد اعتبر ما فعله  الرئيس الحالي انقلابا بأنه إرهابي؟!!

و حرب الإرهاب في عصرنا الحالي تبنتها و أعلنت شرارة انطلاقها إلى بلادنا العربية و المسلمة منذ تفجيرات 11سبتمبر/ أيلول هي أمريكا.

استعرت حرب الارهاب و بلغت أوجهها اليوم في منطقتنا العربية من العراق الى سوريا الى غزة  بعد أن أطلقت كذبتها أمريكا يوم تفجيرات 11 ايلول/سبتمبر، و أعلنتها منذ ذلك اليوم حربا على الإرهاب. و لأن عقول الكثير منا كالنعامة رؤوسها مطموسة في التراب صدق الخونة و الجهلة و من لديهم مصالح في قيادة هذه الحرب من أبناء جلدتنا الحرب فشارك بها - ربما بقصد وربما بدون قصد- و اندمج بها لتسهيل المهمة الامريكية لمحارية الارهاب على أرضنا . فكانت سوريا ثم تبعتها مصر -الدولتين الأكثر اندماجا في هذه الحرب، و الأكثر ولائنا لامريكا للوصول إلى أهدافها في الحرب ليس محبة بأمريكا بل وجدتها وسيلة ناجحة لمحاربة معارضينهم و تبرير ما يفعلون تحت مسمى محاربة الإرهاب.
و نحن كشعوب ضمن هذه  الدائرة أخذنا نردد و نثرثر و نعادي بعضنا بعض لأجل كلمة الارهاب. و قد ساهمت الحكام في إنقسامنا و في تأجيج صراعنا مع بعض بسبب اختلاف مواقفنا حول الارهاب وداعم الارهاب تحت شعار "محاربة الارهاب".
وإذا تركنا مفهومنا نحن للإرهاب الذي يقصدونه
ما علينا إلا أن نتابع ما يحصل للأمة العربية و المسلمين اليوم من حروب ضحيتها الكبرى هم من "مسلمي السنة."
 في الأخير هي حرب صناع القرار المعاديين للاسلام الصحيح  بكل فئاتهم على المسلمين و أقصد بهم "مسلمي السنة" هذه التسمية التي تقلق عقل الغرب و حلفائه.

ولأن إيران عدوا باطنيا للاسلام - منذ أن فتح عمر بن خطاب رضي الله عنه فارس و جعلها مسلمة وهم يحملون ارث الحقد و الكرهية ويورثونه جيل بعد جيل لتستمر الحرب بين مسلمي السنة و الشيعة قائمة  - شاركت في هذه الحرب- بل كانت مركز لوقود الذي يشعلها -  و مخططها لهذه الحرب قديما لكن بدأ فعليا منذ اعلانها للثورة الاسلامية كغطاء ديني لما هو قادم من هيمنة سياسية تحت شعار مراقد الحسن و حسين و علي و الامامة الكاذبة - ثم زرعت حسن نصر الله بالتعاون مع النظام السوري ثم  ضم سوريا كولاية و مدينة ايرانية رقم 35.

ماذا فعلت ايران لكي تجعل العالم بما فيهم المسلمين و العرب يكره حقيقة حكم الاسلام و المجهاديين؟
أقامت جماعات فعلا هي الارهابية مهمتها التكاثر اثناء الفوضى و الحروب كما يحصل للعراق و سوريا اليوم- تسمي نفسها بمسميات إسلامية تطعن في  أسماء الخلفاء و الأولياء و السلف الصالح، و تقود مجموعة من المسالك العنيفة والهمجية التي تصور صورة الإسلام في ذهن الناس على أنه دين إرهابي ودموي . مثالنا على ذلك داعش و دولة العراق و الشام . و حقيقة ما كان لهذا القطيع أن يدخل العراق و سوريا الا بوجود حرب لمؤازرة مابعد مرحلة أمريكا  وحكم ايرن للعراق، و الأن لحماية سوريا لانها قبلتها في المنطقة الاقليمية و جزء من توسعها الشيعي .
الارهاب الذي اعلنته أمريكا حربا على الارهابيين هو بالحقيقة صنيعة صهيوامريكي و معها إيران و هم من يصنعون قواعد  لأولئك الارهابين و ينشرونهم في بلادنا و يمدونهم بكل السلاح و العتاد لتشتعل الحرب الطائفية و المذهبية تحت مسمى مكافحة الارهاب في بلادنا،و بذلك يضمنون بقاء مصالحهم واستنزاف ثرواتنا و عقولنا و بقائنا بلا وجود كوننا مبعثيرن كما هو حالنا اليوم. فهل يعقل مثلا لمجموعة قطيع ان تغزو أراضي في سوريا و هم لا يتجاوزون 6000 فرد؟ من أين اتتها هذه القوة و هي غريبة عن البلاد؟ و من يسهل لها اللدخول ومعرفة جغرافية هذه البلاد و هم غرباء عن سوريا؟  و من أين لها هذا السلاح؟ و من هي الدول التي تدعمها؟
لقد وجد الغرب في حرب الارهاب أكبر وسيلة لنجاح مخططاتهم في منطقتنا و استمرار بقاء مصالحها، بل فاقت حرب الارهاب التي يقودونها نتائج الحروب العسكرية التي قادونها و بأقل الكلف.  و لا يغرنكم ظهور أمريكا بموقف ضعيف اتجاه بعض القضايا العربية العالقة اليوم كسوريا مثلا فهي حتى في اتباعها الضعف سياسة قوية تحميها بدون أعباء المسؤولية وكلف الحرب.  
وفي المقابل، يتم تجنيد الكثير من الابرياء المسلمين، أو الذين يعيشون في بيئات فقيرة و ينتشر فيها الجهل لمحاربة الارهاب، فيتم عمل لهم غسيل دماغ و من ثم ادخال في عقولهم التبعية للولي، و انهم جنود الله على الارض سيحاربون الارهاب الذي يحارب الاسلام،  فيقعون في فخ الخديعة و يصبحون  سلاحا مدمرا لأخوانهم المسلمين و العرب.

و هذا لا يعني ان الاخوة المسيحيين ليسوا مستهدفين، بل على العكس بات المسيحية في الشرق الأوسط اكثر الفئات التي تعاني بسبب هذه الحرب الارهابية الممنهجة على منطقتنا العربية ، و نسمع كيف مسيحية العراق تهجر من أراضيها و كيف يستهدفون عيشهم  و وجودهم كنوع من الدعاية أمام العالم لما يفعله الإرهاب المتأسلم بالأقليات و الديانات الأخرى.
في الحقيقة، الإرهاب  سلاح خبيث يهدف بالدرجة الاولى الى محاربة الاسلام و المسلمين الذين على دين الله ثم يأتي الخدف الثانيو هو استمرار حماية مصالحهم في منطقتنا الجغرافيا و الموادر و الثروات.
و لنسأل أنفسنا:
لماذا هذا الارهاب لا نجده في اسرائيل؟
لماذا فرق الموت لا تكون في اسرائيل؟
و لماذا تركيزها كله ينصب على بلاد العرب و المسلمين؟
أيعقل ان يقاتل مسلم مسلما لأجل الإسلام؟
و إن كان هناك من يجب أن يلام فهم علماء و مشايخ الاسلام المقصرين في دعوتهم و في تعريفهم للعالم لحقيقة هذه الحروب و لانقاذ شبابنا من براثن هذه الحروب . ما يطرأ من مستجدات للواقع فأين الحلول لمعالجتها يا معشر العلماء.

في الأخير الإرهاب وسيلة للتغيير وفقا لمخططات و مصالح صانع الإرهاب في منطقتنا، و هو لا دين له و لا ينتمي للإنسانية، و لا يعرف مبدأ سوى مصلحة من صنعه.

رنا خطيب
23/7/2014