السبت، 28 مايو 2022

أدوات الفوضى

الفوضى تحتاج إلى تجار الأزمات بكل أشكالهم المالية والعلمية والإعلامية لتستخدمهم كواجهات أو أدوات لأعمال تستقطب الشارع المنهك والباحث عن فرصة للانتعاش.
لكن عندما يقررّون أصحاب القرار خلق بيئة جديدة مستقرة سيتخلصون منهم جميعا.
.
هكذا هي عقوبة الجشعين والمنتهزين والمتسلقين ممن يرضون أن يكونوا حطبا محترقا للصعود اللاخلاقي في الأزمات على حساب الشرفاء والضعفاء أو فاقدي الرؤية والتبصر.

بقلمي
رنا خطيب

 

الروبل الروسي في الميزان النقدي.


عودة الروبل الروسي مقابل الدولار إلى قيمته السابقة قبل الحرب الروسية الاوكرانية لا يعني
بالمنظور الاقتصادي تعافيا.

من يتابع الخط البياني لحركة الروبل مع أول نشوب الحرب يندهش من انخفاضه المدوي ثم ارتفاعه فجأة ليعود لوضعه الآن كما كان سابقا وذلك  نتيجة حزمة من الإجراءات المحلية الصارمة اتخذها الرئيس الروسي بوتين لمنع انهياره بسبب العقوبات الغربية القاسية على روسيا كرد على غزو روسيا بوتين لأوكرانيا.
لكن هل هذا يعني شيئا في ميزان التداول العالمي؟

روسيا تراهن على الغاز والنفط الروسيين وإذلال اوروبا بهما بفرض قوة البلطجة الروسية على تلك الدول من خلال فرض شراء الغاز بالروبل الروسي ومعاقبة أصغر الدول الأوربية، مثل بولونيا وبلغاريا  لرفضها الإذعان لشراء الغاز بالروبل. لكن هذا لن يجدي نفعا في المنظور البعيد..
فألمانيا التي كانت أكثر حيادا اتجاه النفط والغاز الروسيين نتيجة اعتمادها بنسبة فوق 40 بالمئة بدأت بتخفيض استيرادها للنفط الروسي تمهيدا للاستغناء على النفط الروسي وفرض العقوبات لاحقا، وجاري البحث عن البدائل. أما الغاز، يتم استيراده للان  مع الرفض مؤخرا بعد اجتماع طارئ لوزراء الطاقة في دول الاتحاد الأوربي لشراء الغاز بالروبل، واعتبروه خرقا للاتفاقات والعقود التي أبرمت مع روسيا حول الغاز والنفط ويستعدون لمقاطعة روسيا.

وبعد معاقبة روسيا لدولتي بولونيا وبلغاريا بقطع الغاز عنهما، تسعى ألمانيا لتأمين الغاز  لهما عبر محطة الغاز في ليتوانيا.
للأسف، يصّدر الروسي قراراته العاجلة  بناء على ردة فعل انفعالية على عقوبات الغرب غير المدروسة والمنظورة على المدى البعيد.
ما فعله بوتين ويفعله بحربه على أوكرانيا الان، الدولة المستقلة، ولاحقا دول اوربية قادمة- إن انتصر- كان بمثابة إنذار خطر نبّه الدول الأوربية لخطورة الاعتماد على روسيا في الغاز والنفط، وبدأوا بإعادة ترتيب بيتهم العسكري بعد ان اهملوه وركّزوا على تنمية الاقتصاد والمجتمع المدني والصناعات المتقدمة، فضلا على إعادة بناء البنية التحتية للطاقة. وخلال أعوام قليلة أتوقع  ان تتصدر ألمانيا، الدولة الصناعية المتقدمة،  الدول المنتجة للسلاح العسكري النوعي .
ولانّ الانفعال يحكم القرار الروسي فهولا يرى كيف تسير الأمور  في المنظور البعيد؛ صحيح انّ الروبل عاد لقيمته قبل الحرب إلاّ أنّ روسيا محاصرة اقتصاديا بعد العقوبات الاقتصادية، ولا يوجد تداول للنقد والعملات، ولا يرى بوتين أن روسيا عزلت عن العالم، ولا يرى تحّرك الغرب للاستغناء عن مواد الطاقة وتأسيس لمرحلة جديدة تستغني فيها عن روسيا ، بالتالي، بعد فترة سيتراكم النفط والغاز، وربما يفقد قيمته ويطرون لتخفيض اسعاره لبيعه. وهذا الان يحدث مع الشريك الصيني الذي يستغل الموقف ويأخذ بأسعار مخفضة.
وكنتيجة، ارتفاع قيمة  الروبل بسبب قرارات عاجلة لا يعني على المدى الطويل تعافيا، وخاصة إنّ استمرت الحرب الأوكرانية واستنزاف اوروبا وأمريكا لروسيا عسكريا واقتصاديا.
.
وأمّا أمريكا ستظل دولة مهيمنة رغم المؤشرات الحالية قي الانخفاض في الوضع المالي الحالي وارتفاع الديون التي وصلت فوق 3 تريلون دولار أمريكي وإمكانية التضخم والانكماش بسبب تواتر الظروف القاهرة عالميا ،مثل فيروس كورونا والان الحرب الروسية،  لكنها للآن هي  تمسك بحبال السيادة على العالم وتجيد اللعب السياسي على المدى الطويل للإيقاع بمنافسيها.

وهذا لا يعني مستقبلا بقاء سياسة القطب الواحد لإنّ الأقطاب الحديثة تتهيأ للمشاركة في سيادة العالم، ومنها روسيا والصين والهند وكوريا مجتمعين كقطب في وجه امريكا. ولا نعرف ما يخبه المستقبل لهذا العالم البائس المحكوم بالأشرار.

بقلمي
رنا خطيب

الثلاثاء، 3 مايو 2022

غضب الورود

  

 حواريات قال وقالت 6


"غضب الورود"


قالت له متحدية غروره:

لن أكون حرفا في سطورك،

ولا وردة مقطوفة في حدائق ورودك الملونة،

ولا رقما في قوائمك المالية،

ولا موعدا في أجندة عملك اليومية،

ولا نزوة عابرة حركت داخلك المارد المجنون هوسا.

أنا أنثى تتحرك كواكب المجرات حولي،

وبرحمي حملتك أيها الإنسان،

وبكينونتي الوجدانية الإنسانية صنعتك أيها الإنسان فكنت الرجل والمرأة.

وما زلت بقدراتي الخارقة أصطادك أيها المغرور،

وإن كنت تعيرني بنصف العقل، فأنت تصبح بلا عقل عندما أحضر أمامك.


نظر في عينيها وردّ عليها: لم أفهمك؟!  أين أصرف هذا الكلام ؟!


ابتسمت له وقالت: ومتى كنت تفهم لغة عطاء القلوب؟! أمضي في أرقامك لعلها تعوضك عما أنت فاقد له.


بقلمي

رنا خطيب