الاثنين، 28 أكتوبر 2013

نواجه مشكلة في الدول الإسلامية عامة و سوريا خاصة

نواجه مشكلة في الدول الإسلامية عامة و سوريا خاصة
بقلم رنا خطيب

نواجه مشكلة!!!

كلنا كمسلمين نتوق لعودة بريق الاسلام الى حياتنا بعد أن ساهم المستبدون في تجفيف دماءه في عروق المسلمين ، و قتل الحياة الإسلامية الحقيقة في تنظيمات و قوانين حياتنا و مؤسسات الدولة- التي نخرت فيها العلمانية الفاسدة باسم الوطنية تارة، و الليبرالية، و الاشتراكية المزيفة، و الرأسمالية تارة أخرى . لكن هنا نتحدث عن إسلام كمنهج و تطبيق شّرعه الله و اتبعه رسوله ومن بعده خلفاءه الراشدين و الصالحين منهم لإقامة هذه الدولة التي وصلت بحضارتها إلى أوربا –حيث كانت الأخيرة أنداك تغوص في بحور عصر الجهل و الظلام - والتي على زمانها شهدنا دولة إقامه الحق و العدل، والتي شملت في حدودها ضمان حق المسلمين و غير المسلمين فلم يظلم مسلما و لا غير مسلم ، بل كان قائد هذه الأمة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام حريصا على تمكين وحدة هذا المجتمع و رآب تصدعاته و ذلك بسعيه لأن يكون العدل و المساوة أساس التعاملات بين افراد المجتمع، وبحسب أحاديثه: بـ: أنه "لا فرق بين عربي عن أعجمي إلا بالتقوى" ." وأن الناس سواسية كأسنان المشط". ولم ُيظلم إنسان و لم يكره أحدا على دخول في دين لا يعتقد به انطلاقا من القاعدة الإسلامية التي اشار إليها الله في كتابه العزيز" لا إكراه في الدين" فكانت هذه الآية إشارة واضحة على ضمان حرية الاعتقاد. وكان الله في كتابه دائما يخاطب العاقلين، و يميز بين أصحاب العقول و الجاهلين الموكلة إليهم بناء الحياة ، حيث يقول في كتابه: "هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون " و هذه اشارة واضحة أيضا على أن دين الله هو من يخاطب العلم و العقل في البشرية، و ليس العكس كما يصوره الماسخون بأنه دين التخلف و الرجعية و الجاهلية.
ومع تقلبات موج الربيع العربي يتحقق للعاطفيين حلمهم بظهور ملامح الدولة الإسلامية لكن، يبدو أن هذه الملامح غريبة و هجينة عن ملامح الدولة الإسلامية الحقيقية، التي كانت تسود آنذاك في تاريخ الدولة الإسلامية منذ أكثر من1400 سنة، حيث تتسم ملامحها بالجهل و التشدد و التكفير لكل من يخالف القائمين عليها، و تتسم بظهور صبغة سياسية جديدة ذات طابع ايديولوجي تغذيها أقوام تستخدم الدين لخدمة مصالحها سواء كانت اسلامية أم لا- عربية أم غربية ،هدفها يتركز على استرداد حكم البلاد بأي ثمن كان ممن تسميهم من الكفرة الخارجين عن ملتهم ،لكن تبتعد كثيرا عن روح الدول الإسلامية الحقيقة التي يريدها الله للعالمين و ليس للمسلمين فقط. لكن هذه التغريدة الإسلامية المتعالية صوتها اليوم في قلب دول الربيع العربي و الإسلامي تتأرجح ما بين قبول و الشعوب الإسلامية و العربية لها بسبب التصرفات الجاهلة و المستبدة و المتشددة في الرأي و الموقف و الفعل التي تظهر لدى الكثير من أمرائها و حكامها و العاملين طوعا ضمن خدمتهم ، و بسبب استغلال الأنظمة الحاكمة لجهلهم و تشددهم و انقسامهم بسبب اختلافهم في غنائم السلطة، وفي نطاق مساحة الهيمنة و السيطرة على البلاد و الشعوب، و بسبب طريقة حكم الشعوب ، و بسبب محاربة الأنظمة العالمية لفكرة نهوض الإسلام من جديد، ومحاولة محاربة هذه النهضة بخلق تجمعات اسلامية متشددة غريبة عن تعاليم الإسلام توظف هذه التجمعات لضرب المسلمين في بلاد الإسلام و العرب مستغلة حالة الفوضى و الانقسام في المواقف و التنوع المذهبي و الطائفي .. و بإمكاننا أن نلاحظ كيف تنشط فرق الموت و الجهاديين في دول المسلمين ذاتها وليس اسرائيل العدو الاول للاستلام و العرب.. و من الملاحظ أن من يجاهدون اليوم بسلاحهم مع توقف عقلهم لاستيعاب الأخر ليضع أعمدة الدولة الإسلامية اليوم وفقا لمنظورهم يفشل بأن يوصل فكرته للشعوب، و خاصة الشعوب الواعية و التي تحترم حق العيش لأجل الحياة و المجاهدة لأجل بناء الحياة ... للأسف التيارات الإسلامية السياسية تحتاج الى قراءة كتاب الله قراءة صحيحة و ليس بالمقلوب كما هو اليوم لكي تستطيع الدخول إلى قلوب المسلمين أولا ثم غير المسلمين.. فالدولة الإسلامية التي نتعطش إليها دولة تقوم أولا على أرض قلوب الناس ... و متى ما سلم القلب من شوائبه تعدل مسار سعي الإنسان... و مقارنة لواقع اليوم نجد البون شاسعا ما بين الدولة الإسلامية الحقيقية و بين الدولة الإسلامية القائمة على التوجه السياسي .. فالإسلاميين الذين دخلوا السياسية للحصول على مكاسب دنيوية و كرسي حكم ساهموا إلى حد كبير في رفض الشعوب لهم و الخروج عليهم، بل كراهية بعضهم للإسلام نتيجة رفضهم لممارساتهم المنحرفة عن العقدية الإسلامية الصحيحة ، و بالتالي إعطاء الفرصة للأنظمة العلمانية و المستبدة لترتيب مواقعهم الذين كادوا أن يفقدونها بسبب صحوة الشعوب العربية و انتفاضتهم ضد هذه الأنظمة المستبدة.
و كل هذا الكلام ينطبق على ما يحصل في سوريا اليوم التي أصبحت ارضها بقعة لجلب الارهابيين و المتطرفين باسم اقامة الدولة الإسلامية المزعومة و هم لا يعرفون شيئا عن الإسلام. لذلك عليهم أن يعوا الحقيقة التي مفادها أن هذا الشعب الثائر منذ سنتين و نصف تقريبا و الذي تعرض لأبشع أنواع القتل و التدمير و التعذيب لينال حريته و يتحرر من الاستبداد السياسي في بلاده لن يقبل بالاستبداد الديني الذي يتبعه المتطرفون من التيارات الدينية .
في الحقيقة أدركت الشعوب الإسلامية و العربية طريقها لمحاربة الاستبداد و ظلم الحاكم لهم و لم تعد تلك الشعوب تقبل بأن يكون الحاكم المستبد يقودها كما يشاء، و الشعب الذي خرج ضد حاكمه المستبد و دفع فاتورة الدم باهظا لأكثر من سنتين و نصف لن يصمت عن الجهل و الظلام باسم الدين فسيحاربونهم .. لذلك على تلك التيارات السياسية التي تتظاهر بحكم الاسلام أن تدرك هذه الحقيقة و أن تعيد قراءة الاسلام جيدا قبل ان تسعى لتطبيقه فوقا لمنافذ آمرائهم و حكامهم و إلا سنعود لحكم الجاهلية و الظلم و الاستبداد ثانية.

رنا خطيب
28/10/2013

الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

إلى المتعطشين في سوريا و غيرها من الدول الشقيقة إلى قيام دولة إسلامية تعيد للحياة الإسلامية بريقها أدعوكم أولا إلى

إلى المتعطشين في سوريا و غيرها من الدول الشقيقة إلى قيام دولة إسلامية تعيد للحياة الإسلامية بريقها أدعوكم أولا إلى:
رنا خطيب
- قراءة كتاب الله و سنته جيدا لتعرفوا ما هي دعائم و متطلبات اقامة الدولة الإسلامية الحقيقة، و ما هي حقوقكم و حقوق غير المسلمين عليكم، و ما هي مسؤولياتكم اتجاه هذا الدين.

- الفصل بين رغبتكم للوصول إلى حكم دنيوي باي ثمن حتى لو كان على حساب دماء الشعوب و دخولكم في دائرة رسمها الغرب عنوانها " الإسلام السياسي " حتى أصبح للإسلام على زمانكم له صفة سياسية بعيدة عن صفته الجوهري و بين حقيقة الدين الإسلامي و تطبيقاته .

- تطهير القلوب و إقامة دولة الإسلام في قلوبكم كي تكون ممارساتكم نابعة من نظافة و طهر المكان الذي يقيم فيه الإسلام.

- عدم الانشغال كثيرا بمسميات اسلامية لا تنفع ، والانخراط في العمل الموحد و رص الصفوف و جعل غاية الدولة هو اقامة دين الله، و ليس الحصول على منصب الحاكم الدنيوي الذي لا يروق لكم.

- تطوير آلية فقه الشرعي و إعادة تأهيل القائمين عليه و خرطهم أيضا في رأس هرم الدولة الإسلامية كي لا يكون دين الله لعبة بيد الجاهلين كما يحصل اليوم.

- من أحب الدين و سكن قلبه أحب وطنه فلتكن غاية الدولة بعد اقامة شرائع الله هو حب الوطن و تقوية الانتماء له عبر مراعاة مصالح المواطنين كافة و تحقيق المستطاع منها .

- العمل على تفعيل سياسية احتواء الأخر و التعامل معه وفقا لمعطيات الواقع و المصلحة العامة مع مراعاة حدود الله، و عدم تنفيره و لا تكفيره .. فالله وحده اختص بمعرفة حالة القلوب لذلك ليس عليكم محاسبة الناس على اعتقاداتهم لأنها ملك لله وحده.

- الإسلام دين أفعال و ليس أقوال... فليكن هذا عنوان سعيكم كي تحبكم الناس و تتعرف على دين الله. فسعي قائدنا محمد عليه أفضل الصلاة و السلام كان بالفعل الذي عرّف البشرية بقيم هذا الدين الحنيف، وليس بالقول الذي نفر البشرية من دين الله اليوم بسبب عدم انسجام الأقوال مع الأفعال و بسبب نفاقها.

مع الشكر
رنا خطيب

1/10/2013

الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

لعبة الشطرنج الدولية على أرض سوريا.

 لعبة الشطرنج الدولية على أرض سوريا../رنا خطيب

لعبة الشطرنج الدولية على أرض سوريا..


لماذا كل هذا الضجيج يا شعب سوريا؟؟

اشتعلت الساحات المحلية و العربية و الغربية على أثر تصريحات أوباما بضرب مواقع عسكرية للنظام على اثر مجزرة الكيماوي تهدف إلى تأديب النظام و ليس اسقاطه. مما أدى الى تنوع الردود و تضارب في المواقف ما بين مؤيد للضربة و معارض لها.
و في الحالتين إن نفذت الضربة أم لم تنفذها لا تملك سوريا بشعبها و جيش النظام و المعارضة الا الاستسلام للقرار النهائي لأمريكا.
لذا أقول :
إلى المعارضين في سوريا:
من يرسل لكم السلاح الامريكي لتقتلوا أبناء سوريا بحجة أنهم تابعين لنظام الأسد... إنها أمريكا بواسطة مندوبيها السعودية و الخليج.
وإلى المؤيدين للنظام في سوريا:
من يرسل لكم السلاح لقتل المعارضة المسلحة تحت ذريعة العصابات المسلحة و الارهابيين و المرتزقة؟... إنها أمريكا بالاتفاق مع شركائها روسيا و الصين و ايران.
وإلى الشعب السوري أقول: من يحرك مجلس الأمن منذ سنتين و نصف و يضع روسيا و الصين في الواجهة لتستخدم حق الفيتو و تستمر التمثيلة عليكم .. .إنها أمريكا؟
من يقف صامتا أماما الدماء السورية منذ سنتين و نصف بدون اي تحرك دولي؟ ..إنها أمريكا.
و بعد أن اسود وجه أمريكا أمام شعوبها و بعد ان قاربت سوريا على الانهيار. نظاما و شعبا و جيشا
قررت التحرك..............
فلماذا اليوم تستغربون من الضربات العسكرية التي لم يتخذ فيها قرارا بعد حتى يتم تأمين البيت النظامي السوري الداخلي نفسه و تهريب من يتعلق بهم من البشر و السلاح و يبقى المدني العاجز أصلا على فرض موقعه في لعبة الشطرنج الدولية بسبب ضعفه و هشاشة موقعه في هذه الرقعة.؟!!!
الم تدركوا يا شعب سوريا بعد أن الشعب السوري هو خارج مصالح لعبة الشطرنج الدولية التي يحرك اللاعبون فيها حجر الشطرنج وفقا لمصالحهم و أهدافهم...و كل الاشارات تؤكد بأنه لم يأتي بعد تحريك الملك و القول له "كش ملك" لأن لعبة تدمير سوريا لم تنتهي بعد؟
و الكل موقع- اراديا او لا ارديا، بوعي او بعدم وعي - على اللعبة بما فيهما النظام و المعارضة على طبخ سوريا لأنه بالأخير النظام و المعارضة لا يشكلون شيئا لتقرير مصير سوريا دوليا و مستقبلا بعيدا عن حسابات المصالح الدولية و سناع القرار .. فقد كان الجميع ضحية هذه اللعبة لكن ذنبهم أنهم قبلوا أن يكونوا جنود لعبة الشطرنج الدولية - للتذرع بهم و بخلافاتهم و عنادهم في ان لا يكون هناك حلا حقيقيا لإنقاذ ما تبقي لسوريا و شعبها- تحركهم القوى الدولية وفقا لمصالحهم حتى أوصلونا بعنادهم و كفرهم بحق الوطن و الشعب الى هذا المصير المأساوي ؟

هل أدركتم ما هو خطأكم الاستراتيجي يا أبناء سوريا المتصارعين على الحكم اليوم؟؟
أم لم تدركوا و لا تريدون أن تدركوا ؟

والمصيبة أن الشعب ما يزال يلحق بطرفه و يمسك به ظنا بانه سيكون له سفينة النجاة من الموت الممنهج الذي يتفنن المجرمون به بحق الشعب السوري، و لم يدركوا هم أيضا بأن كل الأطراف قد باعتهم . و هذه مصيبة الشعب السوري.
في النهاية ما هو مطلوب من كل هذا الضجيج أن يتوقف نزف الدم السوري و يعود المجتمع السوري إلى انسانيته في التعامل مع أخيه في سوريا.
و لم يعد يهم من سيحكم الشعب السوري لقاء توقف دمائه التي تنزف أمام الجميع بلا ردة فعل تنقذه. . لأن الحاكم العربي ليس إلا مندوبا معينا بتوصية غربية و هذا يعني بأنه سيظل مرهونا بحسابات الغرب و ضمان استمرار مصالحهم وفقا لهذا المندوب العربي في منطقتنا التي يعتقدون أنهم ملكهم.
هذه هي الحقيقة التي لا يريد الكثير تصديقها.

مع التحيات
رنا خطيب
4/9/2013

الخميس، 22 أغسطس 2013

حرب الارهاب الممنهجة ضد الشعب السوري

حرب الارهاب الممنهجة ضد الشعب السوري

بقلم رنا خطيب

هل كفر الشعب السوري، و حلت عليه اللعنة  محليا و عربيا و دوليا عندما قرر أن يلحق بالشعوب العربية الأخرى و ينتفض ضد الاستبداد و الظلم والعبودية و الحرمان من الحقوق منذ حصوله على جلاء المستعمر الفرنسي عسكريا على أرضه؟
 ما أن قرر الشعب السوري الجبار أن ينتفض و يثور لاسترداد حقوقه المغتصبة حتى تصدت له كل قوى الشر داخل بلاده و خارجها  لتلتف على ثورته و تشيطنها و تخرجها أمام كاميرات الإعلام على أنها ثورة ارهاب يجب التصدي لها لأنها تشكل تهديدا لأمن سوريا و الدول المجاورة و اسرائيل و أمريكا.
وقد تفننت قوى الشر داخل سوريا من أبنائها باختراع وسائل ارهابية سواء كانت وسائل بشرية مجرمة أو سلاح متطور ، واستيرادها من الدول المتعاونة لقوى الشر، وهم: روسيا و ايران و الصين في الواجهة و أمريكا و اسرائيل و حلفائهم من العرب في الخفاء  لإرهاب و تدمير هذا الشعب و الوطن العظيمان و مسحهما من خارطة الدول. فأدخلوا بداية الحراك الشعبي السلمي  للمظاهرات عناصر مندسة كانت تقتل المتظاهرين بدم بارد، و سميت وقتها بالعصابات المسلحة، ثم عندما لم يجدي الأمر نفعا دخلت الدبابات و قصفت و قتلت من الشعب و المعارضة المسلحة الكثير،  ثم تطور الأمر و استخدام الطيران الحربي لقصف البنية التحتية و الشعب، ثم تطور الأمر لاستخدام صواريخ سكود و ارض أرض و أرض جو و لم تهدا الثورة المسلحة، ثم آخيرا تم استخدام  الكيماوي - هذا السلاح المدمر والمحرم دوليا. للأسف لقد تم تجنيد الجيش العربي السوري- حماة الوطن-  و أبناء من سوريا باسم اللجان الشعبية و الجيش الوطني لمواجهة الشعب في معركة تعتبر كل الدول التي تدخلت في الصراع مستفيدا منها  الا السوريين ، وأستطاع نظام سوريا بذكائه و دعم دول العالم له، و غباء المعارضات في سوريا و تعطشه للسلطة،  جهلها في التعامل سياسيا و دبلوماسيا مع هذه الأزمة- التي يحمّله الشعب جانبا منها-  أن تحوّل حراك الشعب السوري السلمي إلى حراك مسلح،  فدخلت الثورة السورية مرحلة جديدة وخطيرة أدت إلى ضياع أهداف الثورة وسعيها فضاعت أمال الشعب السوري و أحلامه التي خرج لتحقيقها في الثورة.
فصار الشعب يتأرجح ما بين مطرقة النظام الدموي و سندان المعارضة المسلحة الدموية أيضا ، فدفع ثمن الفاتورة لرسم حدود سوريا الجديدة و المنطقة دما،  و ما زال يدفع و لا يوجد أمامه خيارا أمام خذلان أنظمة العالم له و صمته عن انقاذه من الارهاب الذي يتعرض له إلا دفع الثمن.

ولكي يكون الارهاب منظما دوليا و يعطي غطاءا أمنا لاستمرار قوى الشر في حربها الارهابية على الشعب السوري وقفت الدول الكبرى التي بيدها صناعة القرار عاجزة ظاهريا أمام  انقاذ شعب يقتل يوميا بكل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا، بل كانت تحبك التمثيليات والمؤامرات حفظا لماء الوجه أمام شعوبها فكانت الجامعة العربية والمجلس التعاوني  الخليجي و تمثيلياتهم التي تظهر عدائها للنظام و وقوفها الى جانب  الشعب، ثم انتهى دورهم التمثيلي- مع وجود دور مزدوج لعمل دول الخليج و السعودية بموافقة أمريكية على اللعب بحبلين: دعم المعارضة المسلحة بأسلحة اقل تطورا من أسلحة النظام كي يبقى الاقتتال بين الطرفين النظامي و الحر قائما و تستمر الأزمة الدموية في التقدم نحو الأمام ، و بنفس الوقت ظهورهم بدور العاجز أمام أزمة الشعب السوري و استحالة حلها من قبلهم بسبب النظام السوري و ردود أفعاله اتجاه من يتدخل. وقد رافق هذا الدور التمثيلي الفيتو الروسي الصيني-  المتفق عليه مع أمريكا بالخفاء – ليقف حائلا ضد تدخل مجلس الأمن فظهرت امريكا التي بيدها صناعة القرار عاجزة أمام كاميرات الإعلام  متذرعة بعدة حجج منها: الفيتو الروسي الصيني، و نمو التطرف و الارهاب ودخول الجماعات المتطرفة من القاعدة و دولة الشام بين  العراق و الشام و خوفها من تسليح المعارضة كي لا تقع بأيدي المتطرفين، و مع كل هذه الوسائل الارهابية كان يزداد أعداد المعارضين في صفوف الشعب، و يزاد عدد المسلحين منهم  بعد أن تكشفت لهم الأوراق و عرفوا حقيقة هذا النظام الممانع و هذه الأسلحة المتطورة دوليا لمن موجهة حقا، و لم تخمد الثورة المسلحة رغم كل وسائل ارهاب قوى الشر في داخل سوريا و خارجها، بل ازداد تطرفها بسبب استعانة كل طرف من أطراف الصراع المسلح في سوريا بفصائل مقاتلة لا ترحم فكانت ايران و روسيا و حزب الله و الجيش السوري بمواجهة الجيش الحر و مرتزقة الجهاد الافتراضي من كل الدول فازداد الأمر تعقيدا و خرجت الأطراف السورية المتصارعة فيما بينها جزئيا من الصراع و بات الصراع المسلح دوليا يخدم مصالح و أهداف الدول المتآمرة على الشعب السوري و قد أدى هذا الصراع بين تلك القوى الى تلويح بمبادرة تقسيم سوريا. فالشيعة التي تدعم النظام العلوي -و ليس العكس-  تحاول السيطرة على  حمص و الساحل كسفينة نجاة أخيرة في حال استعصى الحل السياسي في سوريا ضمانا لمصالح روسيا و ايران و الدويلة العلوية،  واستغل الأكراد  أزمة الشعب السوري فتصدرت القضية الكردية على قائمة المصالح، و ظهرت  بوادر فصل الشمال عن سوريا تمهيدا لإنشاء الدولة الكردية التي كانت حلما يراود الأكراد في سوريا منذ زمن طويل، و اهملت حلب - الشريان الاقتصادي لسوريا كلها - بعد أن أفسد الطرفين فيها من النظامي و الحر، و بعد ان قضوا عليها اقتصاديا فأصبحت قاب قوسين بيد المتطرفين. و دمشق عاصمة سوريا  تنازع في الرمق الأخير.
واليوم، ومع اقتراب الأزمة السورية دخولها العام الثالث يواجه الشعب سلاحا ارهابيا محرم دوليا وقد اعتبرته أمريكا في البداية خطا أحمرا، محذرة النظام السوري من مغبة استخدامه، و هو السلاح الكيماوي- حيث استخدمه النظام في عدة مدن، و منها، حمص و حلب و الآن ريف دمشق- الغوطتين-و قد تسبب هذا السلاح بقتل آلاف المدنيين أكثرهم من الأطفال و الرضع، و كل هذا لم تحرك هذه المشاهد المؤلمة ضمير الأنظمة العربي الخائنة و العالمية لاتخاذ خطوة فعلية ينقذون فيها هذا الشعب من حرب الإرهاب التي تدار ضده محليا و عربيا ودوليا . و بسبب سلبية ردة الفعل الدولي ضمن النظام غلى الحين الغطاء الدولي لجرائم الكيماوي الجديدة. وللعلم السلاح الكيماوي لا يملكه في سوريا إلا النظام و قد اعترف هو بذلك من حوالي سنة تقريبا عندما ذكر أنّ  السلاح الكيماوي في أيدي أمينة، و لن يوجهه ضد الشعب السوري، بل هو موجها ضد الدول التي ستتآمر على النظام السوري- و ليس سوريا- وفي مجزرة الكيماوي الأخيرة التي نفذت في منتصف الليل 21/8/2013 في الغوطتين التي راح ضحيها فوق 1500 قتيلا نحسبهم عند الله شهداء، كالعادة وجهت أصابع الاتهام إلى الجيش الحر والعصابات المتطرفة حسب زعمه و قد أيدته روسيا و ايران و بعض فصائل جبهات فلسطين المؤيدة للنظام  في ذلك، و الحجة عندهم  بأن الجيش الحر يريد اعاقة عمل اللجنة الدولية للتحقيق في جرائم الكيماوي في سوريا. و الحقيقة فأن المنطق يقول لو أن الجيش الحر كان يملك طائرات النظام الحربية و بعضا من عتاده المرسل من قبل ايران و روسيا و كوريا  -و ليس كيماويا – ما  بقي النظام صامدا إلى الآن؟ لكن على ما يبدو يوجد اتفاق بين مسؤولي النظام وعلى رأسهم ايران و قوى الشر بالتخلص من الكيماوي في سوريا بضرب الجيش الحر، و كل حاضناته الشعبية كوسيلة لتحرير ريف دمشق كما يظن النظام و ارهاب كل من يحاول التعاون معهم ، بالإضافة الى دول الجوار التي تأوي اللاجئين أو تتآمر على النظام السوري ، وقد يكون الهدف أيضا  افراغ سوريا من السلاح الكيماوي، الذي يشكل عند اسرائيل الهاجس الأكبر، والذي يهدد أمنها في حال وقوعه بيد الجيش الحر، أو في حال وقوعه بيد منظمات ارهابية أخرى معادية للكيان الصهيوني في منطقة الشرق الأوسط.
وهكذا تستمر حرب الارهاب التي لا نهاية لها  ضد الشعب السوري و يستمر بقاء الشعب السوري وحيدا وأعزلا أمام ارهاب الدولة له و تغطية دول صناعة القرار له  للجرائم الفظيعة التي ترتكب ضده .و المعارضة المسلحة ذات التركيب الهجيني المتعدد من الفصائل القتالية.
أنهي مقالي بحرقة بسؤال عالق بحنجرتي: ماذا فعل هذا الشعب السوري العظيم للعالم كي يحارب بهذه الطريقة البشعة اللاإنسانية بدءا بأبناء بلده  المستبدين أولا ثم العالم كله بما فيهم العرب حتى يتم تدميره أرضا وشعبا و جيشا؟
الرحمة على  ضحايا المجازر الكيماوي و غيرها.

مع التحيات
رنا خطيب

24/8/2013




مسرد مصطلحات الربيع العربي

زملائي المترجمين

السلام عليكم

تمكنت بعونه تعالى أن أنتهي من مسرد متواضع انكليزي -عربي متعلق بمصلطحات و مفردات الربيع العربي.. حاولت قدر جهدي الإلمام بالمفردات التي مرت معنا أثناء رحلة الربيع العربي المستمرة، و قد وفقني الله الى هذا..فإن نسيت شيئا أو غفلت عن خطأ فعذروني بهذا..


رابط التحميل
مسرد مصطلحات الربيع العربي
انكليزي- عربي
http://www.mediafire.com/view/?7cbwzqtg2hou2fd
مع الشكر
رنا خطيب

إلى الشعوب العربية (الأغبياء منهم فقط)

إلى الشعوب العربية (الأغبياء منهم فقط)

الديمقراطية و الدولة المدنية التي تعدكم بها أمريكا من خلال منظماتها الحقوقية والداعمة للحرية في منطقتكم، و من خلال موظفينها من الخونة العرب الذين يجندون أنفسهم لمشروع الديمقراطية الأمريكية في منطقتنا هي على شاكلة الديمقراطية في دولة العراق،التي قسمت بعد دخول أمريكا عليها و تدميرها و تشريد شعبها و تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات ضعيفة ينهشون بعضهم اقتتالا و صراعا، بالإضافة الى حالة اللامن المستعصية على الحل اليوم ..
هذا ما تعدكم به أمريكا للانتقال نحو الديمقراطية. فهل يعجبكم النموذج العراقي حتى قمتم تكررون التجربة الفاشلة في سوريا و اليوم مصر؟


رنا خطيب


22/8/2013

اسرائيل قادمة لا محال إلى منطقتن

اسرائيل قادمة لا محال إلى منطقتنا

في تمثيلية محكمة من اخراج الغرب تتجه مصالح الغرب اليوم و تحت مظلة الربيع العربي في المنطقة نحو الانفراج و الازدهار..
في تمثيلية قذرة دبرت ضد العراق بالتعاون مع المعارضة العراقية التي جلبت المحتل الأمريكي ثم الإيراني، ربما بقصد أو بعدم قصد تم القضاء على الجيش العراقي الجبار.
وبنفس التمثيلية القذرة بالتعاون مع المعارضة السورية الخارجية و المسلحة تم انهاك الجيش العربي السوري و هو ما يزال سنتين و نصف صامدا لكن باتت التحديات أكبر من صموده و هو يلتقط ربما أنفاسه الأخيرة.
و بنفس التمثيلية يتم توريط الجيش المصري اليوم ليدخل في نفس المعركة التي دخلت فيها سوريا، و هناك مؤامرات تعد لهم ربما ستوصلهم للاقتتال مع حماس من أجل سيناء .و بهكذا يتم ضرب عصفورين بحجر انهاء الجيش المصري و حماس في آن واحد.
و بنفس التمثيلية القذرة تم ادخال حزب الله في سوريا لينتحر.

و بهكذا تصبح الحواجز التي كانت مغلقة في وجه الكيان الصهيوني مفتوحة بعد أن تم القضاء و اضعاف أكبر جيوش المنطقة العربية و كذلك المقاومتين حماس و حزب الله. و ستكون اسرائيل هي الدولة الأولى في منطقتنا التي ستتحكم بالمنطقة كلها مع حلفائها الغرب.

كل هذه التمثيليات تتم بمساعدة المغفلين من ابناء الشعوب العربية و حكامنا اللاهين عن حماية أوطانهم و انشغالهم في الكرسي و القبض عليه...
و الضحية الوحيدة هي جيوشنا و شعوبنا التي تهدر دمائها لرعاية مصالحهم دون أن تدري.

لا تفرحوا يا شعوب المنطقة كثيرا بقصة الديمقراطية و تحرير الأوطان من الديكتاتورية فكلها تمثيليات فلن يكون هناك ديمقراطية في عالمنا العربي و لا حقوق عادلة و لا مساواة أولا بسبب طبيعتنا التي فطرت على الخلاف و الصراع مع بعضنا، و بسبب فوة الغرب التي تمنع أن تعيش الشعوب العربية في أمان و استقرار.

....رنا خطيب



28/7/2013

يستمر صراع مصالح الكتائب المسلحة في حلب و حلقة جديدة منه:

يستمر صراع مصالح الكتائب المسلحة في حلب و حلقة جديدة منه:

تشتعل الجبهة الداخلية في حلب اليوم لأجل مصالحها الخاصة لكن هذه المرة بين كتائب ثوار سوريا أنفسهم .و لأول مرة و أمام كاميرات الإعلام و بوجود شواهد يكون النظام مع المدنيين شاهدين على هذه الخلافات. 

تستمر كتائب احرار ثوار حلب بتطهير نفسها عن طريق التصارع و الاقتال على مصالحها.و الذي أدى هذا التصارع الى الاشتباك و القتال و سقوط ضحايا بين الطرفين و السبب : هو مصلحة الفصيل الواحد في حلب

في مشهد مثير للسخرية اشتعلت جبهة كتيبة " غرباء الشام"- و هي فصيل مقاتل مستقل في سوريا و لا علاقة له لا بمجلس عسكري و لا ائتلاف وطني و لا أية معارضة و اميرهم المطاع حسن الجزرة والذي تترواح الشائعات عنه ما بين اختفائه و اعتقاله آخيرا، و حسب ادعاء الناطق الرسمي بكتيبة غرباء الشام فهي تشكل 20% من الجيش الحر و تسيطر وفقا لتصريحها على خمس مناطق من حلب: حلب القديمة بجانب قصر العدل و الانذارات و حي الصاخور و بستان القصر و هنانو - مع الهيئة الشرعبة بحلب التابعة للجيش الحر، و الناطق عنها أبو عكرحيث وجهت الهيئة الشرعية بحلب لهم بعد غفوة نوم طويلة عما يحصل لحلب النازفة تهمة سرقات و خطف و تجاوزات بحق المدنيين فقامت الكتيبة بالرد وحدثت اشتباكات أدى الى قتل بعض منهم. و قد دعتهم قناة سورية معارضة في حلقة لتستفهم الأمر منهم فكان شيئا مخزيا.. بدأوا يكيلون لبعض بالاتهامات وصلت الى حد التهديد ، فغرباء الشام اتهمت الهيئة الشرعية باسقاط قذائف هاون و قتل امراتان مؤخرا و تعذيب أناس يقال عنهم شبيحة و أيضا اسقاط قذائف أربيجه في حي الانذارات التي تسيطر عليها كتيبة "غرباء الشام " و الهيئة الشريعة بحلب تتهمهم بأعمال السرقة و الخطف و تفكيك بعض معامل حلب و إرسالها إلى تركيا بالإضافة إلى اعتقال صحفيين لأنهم أخذوا صورة أثناء اشتعال الاشتباك.و قد استضافت المذيعة هذا الصحفي و روا لنا ما يحدث في السجون.. حيث تم سجنه يومين بدون طعام و لا شراب و حتى منعوه من الصلاة- انتبهوا- هدول جماعة الله أكبر- فقارب على الهلاك نقوله الى مشفى على حدود تركيا و من هناك تم تهريبه منهم.
و أثناء استجواب المذيعة لهم تم الافصاح على أن الهيئة الشرعية بحلب قد اصابت للكتيبة رجل اسعاف لهم بالرصاص و تم اعتقال ابن عمهم فتقرر كردة فعل من كتائب غرباء الشام بالدر باصدار بيان : يطلب فيه سحب كل قوات غرباء الشام من سوريا لمقاتلة الهيئة الشرعية .. و الحجة عندهم هم الدفاع عن أنفسهم.
طبعا الدود منه و فيه سيأكل بعضه بعضا و مثل هذا الاشتباكات بدا يشغل الجبهة داخل حلب بسبب فسادهم الذي يأمرهم بسرقة الناس و تعذيبهم و اختطافهم لأخذ الفدية و نسوا أنهم تشكلوا لمحاربة الجيش النظامي على حد قولهم.. مثل هؤلاء هم اشد نقمة على الحر من النظامي..لأن بافعالهم التي بدا الناس تضوج منها أساؤوا للثورة و لسمعتها و جعلوا المعارض منهم يعيد تأييده للنظام و يترحم عليه .. و الجيش الحر مشغول في الجبهات و تارك المجرمين يتصرفون باسمهم بدون محاسبة.
و الهيئة الشرعية التي تنتمي للحر متهمة ايضا بتسترها على بعض الكتائب الأخرى التي تسرق و تعتقل و تخطف و الناس في حلب ضاقت زرعا من رئيس لواء كتائب أحرار حلب الذي يدعي الأمانة و هو من أشرف على سرقة معامل حلب... لكن الظاهر أرادت الهيئة الشرعية أن تخطف اللحظة و تغطي عن الباقي باخراج بيانا يتم فيه تفتيش المدينة الصناعية في الشيج نجار و طلب من اصحاب المعامل المتضررين الابلاغ عن أي تعدي بحقهم.

المأساة التي تنتظر الشعب السوري و الحلبي خاصة لو انتصروا هؤلاء و زحفوا الى باقي المناطق كيف سيكون حال الناس؟؟
الموضوع في غاية الخطورة عندما تسمع كل رئيس كتيبة أو ناطق عنها بأن الامير فلان صاحب كتيبة فلان بن فلان و يكنونها باسماء الرسول و خلفائه لتشويه صورتهم يتشكلون لوحدهم و يشكلون لهذه الكتيبة أمن و شرطة و قضاء مستقل يحكم منطقة معينة و ما يتبع لهذا الحكم من تبعية هذه المنطقة لهم و اقصاء اقصى العقوبات لمن لا يخضع لهم من المدنيين .. و تخيل أن يحكمك أنت السوري المثقف الواعي رعاع لا يجيدون فك الحرف كونوا ثروة من السرقات و اصبحوا لديهم معامل و مدارس و مستشفيات و وزارات كيف ستكون الدارة و الانتاج فيهم؟!!

ما شكل القضاء عندهم و لأي قانون و دستور يحتكم و ما هي مرجعيته؟ فعندما سألت المذيعة كتيبة غرباء الشام: هل تقبلون الاحتكام للقضاء الموحد قال لها بأننا لدينا قضاء و شرفاء لكن لما ألحت المذيعة في السؤال قال لها نعم مستعدين .. نفس السؤال طرحته للهيئة الشرعية بحلب الاحتكام للقضاء الموحد لف و دار في الحديث و قال لها نفس الجواب لدينا قضاء و هو من سيفصل و سنقدم أدلة على اتهاماتنا و رفض أن يذعن للقضاء الموحد..
موقف الدولة من هكذا متصارعين التفرج عليهم دون التدخل و هذا يأتي لصالحهم .
و موقف الناس من هكذا كتائب الدعاء عليهم و على اليوم الذي خرجوا فيه من الظلام الذي كان ينظمهم.
و الضحية الوحيدة في هذه الثورة هو الشعب..

هذا ما أنتجه الربيع العربي الاسود للشعوب العربية التي خرجت من أمنها تريد أن تسترد حقها من الحاكم الواحد الديكتاتور فوقعت آسيرة لدكيتاتوريات متنوعة قوامها الجهل و الجوع و الحرمان و الرغبة في الانتقام.
ديكتاتوريات جديدة قائمة على حكم الأمير الذي يظهر للناس باسماء مستعارة لا نعرف كيف يتم انتخابه و متى؟ لا نعرف من يموله؟ لا نعرف من سيحاكمه عند التجاوز؟
السؤال للسوريين:
متى دخلت علينا تسمية أمير و كيف قبل على نفسه أن يقع عبدا له؟؟ أليست ثورته ضد استبداد الحاكم ؟ فكيف رضي أن يكون عبدا صاغرا لامير مجهول الهوية. و ما يثير خوفنا أيضا هو تلك الفصائل التي تتكون كل كام يوم تقول انها مستقلة و لا تنتمي للمجلس العسكري و بنفس الوقت تعمل باسمه كيف سيتم السيطرة عليها و هي أخذة بالتوسع؟
كيف يقبل على نفسه الجيش الحر ان يلوث اسمه كتائب تعمل بدون ضوابط و تشوه مسار الثورة دون أن تتدخل و توقف طغيانهم؟

هذا ما كنا نخاف منه.. لسنا ضد الثورة الشريفة التي ترمي للتغيير و التغيير لا يكون بالسلاح فقط -قد تكون هناك وسائل أخرى للتغيير- لكن خوفنا كان من ظهور ما هب و دب يحكم باسم السلاح و القوة العمياء و هو جاهل لا يعرف ما معنى دين و لا وطن و لا انتماء . و هذا ما وقع به الشعب السوري.
و السؤال المؤلم الذي يطرح نفسه بشكل يومي:
إلى أين تسير سوريا و شعبها اليوم ؟

مع الشكر
رنا خطيب


16/5/2013

أيها المارقون على جسد سورية التاريخ و الحضارة

أيها المارقون على جسد سورية التاريخ و الحضارة

أيها المارقون على جسد سورية التاريخ و الحضارة..أعجزت رؤيتكم على معرفة كنه هذا البلد؟؟؟
هذا البلد العظيم الذي فجر أول ثورة في تاريخ البشرية عندما أخرج للعالم المظلم أول أبجدية أوغاريت فكانت سورية حاضنة لحضارة هذه الأمة الفينيقية، ثم توالت عليها حضارات الأمم و كل أمة خلفت من أرثها التاريخ ما يشهد عليها اليوم. .
هذا البلد العظيم الذي تبارك بحضنه للأنبياء و الرسل الذي بعثهم الله بالحق و أضرحتهم التي تبارك بها تراب سورية شاهدة عليهم.
هذا البلد العظيم الذي أسس أولة دولة اسلامية عربية اسمها الدولة الأموية و كانت الطريق الذي مهد لبناء الدولة الحديثة يسود فيها كل قيم العدل و المساواة و التكافل الاجتماعي و التعايش السلمي .. نعم التعايش السلمي في دولة الامويين.. فلا فرق بين مسيحي عن مسلم في حقوقه تحت ظل هذه الدولة .. و من خلال هذه الدولة ازدهرت الحضارة العربية و الإسلامية و كانت دمشق نبراسا للعلم و السياسية و الترجمة، و الذي اليوم تتكالب المعارضات المصنوعة من ورق على صناعة دولة مدنية من خيوط العنكبوت واهنة و منقسمة ظنا بأن الصراخ في الشوارع و قمع الحريات التي تمارس باسم الثورة هي من ستصنع دولتهم بعد أن أصبحت رمادا؟
هذه سورية التي تتكالبون عليها محليا و عربيا و عالميا.. كلكم سقطت أقنعتكم أيها المارقون على جسد سوريا المجروح اليوم ..سيسجل التاريخ ما فعلته نفوسكم الحاقدة بهذا البلد الكريم.

وللأسف كان أول المارقين هنا هم من أبناء سوريا الجهلاء منهم و المتعطشين للثأر الذين دمروا حضارة هذا البلد الغرب يصفق لهم ..

....رنا خطيب

10/5/2013

ما هي الحلول التي قدمها الربيع العربي للشعوب العربية؟

ما هي الحلول التي قدمها الربيع العربي للشعوب العربية؟

سؤال في رسم القيد يحتاج إلى تحرير و الاجابة عليه باستفاضة لمن عاصر و لامس نتائجه إلى الآن؟


أستغرب حقا أنه بعد كل هذا الخراب في بلدان الربيع العربي هناك من يعتقد أن الربيع العربي هو المسيح المخلص للشعوب العربية من طاغيهم الذي بالغ في استبداده و لا ننكر... و استغرب من كل عاقل خدع بالربيع العربي الأسود الذي يكرر نفسه اليوم بعد أن خرج في الماضي مرة تحت مسمى الثورة العربية و كان زعيمها قد استعان بالغرب .. الانكليزي.. فكانت النتيجة زرع الكيان الصهيوني في فلسطين و قبل ذلك تقسيم الوطن العربي الى دول تفصل بينها حدود جغرافية غليظة.. و اليوم يعيد التاريخ تكرار ذاته بمسمى جديد اسمه الربيع العربي لاستكمال مشروع القضاء على الوجود الاسلامي و العربي في منطقة الشرق العربي بتقسم الدولة القطرية الواحدة الى دويلات وفقا للمذهب و الطائفة و من ينكر هذا فهو أعمى لأن الواقع شاهد على هذا الكلام: بدا التقسيم بلبنان تحت مسمى الحروب الطائفية، ثم تلته السودان شمالي و جنوبي، ثم لحقت به العراق و الأن يحاولون مع مصر و سورية أيضا..

أستغرب حقا بان شعوبنا لم تسأل نفسها هذا السؤال؟؟ ما هي الحلول التي قدمها الربيع العربي الى الأن لشعوب مضطهدة مظلومة و محرومة من ثروات بلدها؟؟؟ .. أعتقد المشهد بدون زخرفة يجيب عن هذا السؤال.
هذا هو الربيع العربي باختصار و ربما العيب ليس فيه بل بالشعوب التي حملته و سارت ورائه ... لأننا شعب لا نخطط و ليس لدينا رؤية صائبة لمستقبلنا كل ما فعلناه: اهتمينا بالخروج و لم نعد نعرف كيف نرجع إلى بيوتنا آمنين؟! اهتمينا بالهدم و لم نخطط لمشروع بناء واحد...ما أتعسكم أيها العرب و ما أتعسنا بتحمل الأوطان لوزركم و جهلكم.


........رنا خطيب

5/5/2013

عندما تكون الثورات بدون عقول واعية..

عندما تكون الثورات بدون عقول واعية..

الثورة ليست إلها مقدسا منزه عن الخطأ و فوق كل انتقاد كما يصورها المعارضون للنظام ، و ليست شيطانا رجيما تحمل كل مقاصد الشر في سعيها كما يصورها المؤيدون للنظام، بل هي حركة انسانية تهدف إلى التغيير الإيجابي في حياة البشر.
ولكي تنجح الثورة يجب ان تتوفر لها أدوات ذكية تعينها على الوصول إلى أهدافها، و لعل أول هذه الأدوات: الوعي النابع من عقل ناضج يجيد قراءة الواقع و التعامل مع جسم هذه الثورة و عقلها بشكل صحيح.
ولأن العقول العربية التي خرجت منفعلة من بيوتها تحت تأثير صيحات الثورة هي نتاج المرحلة الماضية – و هي مرحلة طغى فيها الاستبداد و استفحل حتى فقد العقل بوصلته في التوجه – كان هذا التشويه الكبير في مسار ثورات الشعوب العربية فضاعت الشعوب و ضاعت الأوطان، و انقلبت الثورة إلى كابوس يهدد أمن كل عربي.
لذلك لن تنجح الثورة بجسدها فقط دون اشراك عقلها المدبر لها، و هذا يعني أننا نحتاج إلى ثورة عقول تنفض غبار الجهل و التبعية و العبودية للشعوب كي تكون عقولهم مهيئة للتغيير الجديد.

.......................رنا خطيب


24/4/2013

بمناسبة الثورة السورية؟؟!!

بمناسبة الثورة السورية؟؟!!

بمناسبة الثورة السورية التي كشفت عن سذاجة الوعي السياسي عند السوريين سواء كانوا معارضين سلميين أو مسلحيين أو داخل سورية أو خارجها، و قد تجلى هذا من خلال تخبطهم و انقسامهم و عنفهم و عدم مبالاتهم بتدمير وطن كامل لتحقيق مصالح خاصة و لو للتخلص من فرد طاغي و طغمته .. و كذلك كشفت عن دموية النظام و طريقة تعامله مع شعبه .. هل أقول لكم كل سنة و سورية مدمرة على يد أبناءها.؟؟؟ أم أقول لكم كل سنة و سورية ممزقة منقسمة ضعيفة ؟؟

لا يقنعني أحدا بأن المعارض المسلح الذي وهب نفسه للجهاد تحت مسميات كثيرة ضد أبن بلده حتى لو كان ظالما بأنه يهمه مصلحة وطن و شعب.. و إلا ماكان ليورط الشعب معه في شلال الدماء المستمر و يحرق بلده بدخوله عنوة إلى مناطقهم و مساكنهم و يعتقل وي قتل و يأخذ الغنائم كما يفعل النظام؟؟؟ و هو إلى الآن يفرح بسقوط طائرة و حرق دبابة بينما النظام يقصف مناطق كاملة.. كم علينا أن ننتظر حتى يصل إلى هدفه؟؟ و كم سيبقى من المدنيين على قيد الحياة؟؟
أين سنعلق علم سورية الحرة الجديدة؟؟؟
على ركام المدارس أم المشافي أم الأبنية؟؟
أم على قلوب الأمهات التي فقدت أولادها؟
و من أين سيأتي دعم إعمار سورية و ما هو الثمن ؟؟ و هل سيكون هناك اعمارا فعلا؟؟

فالمعروف عن دول الغرب بالتعاون مع حلفاءها العرب من الحكام و الأنظمة أنهم يسعون لتدمير البلد و حرقها و خاصة لو أحسوا أنها بدأت تكتفي بنفسها و تتحرك نحو تطوير ذاتها اقتصاديا و عسكريا و ثقافيا، و سيقولون سنعمر البلد و نعمر البلد ثم نعمر البلد، لكن لنا التجربة الشاهدة على كذبهم. هل تم اعمار غزة بعد حرقها؟؟ هل تم اعمار العراق بعد حرقه؟؟ هل تم اعمار ليبيا بعد حرقها ؟؟ هل تم اعمار أفغانستان بعد تدميرها؟؟ الواقع يقول لا.. فهل ستكون سورية مختلفة؟؟؟ لكن المشكلة أن عدو الشعب السوري أصبح مكشوفا و يقتل بدم بارد علنا .. و كما نحن لا نقبل أن يدخل الليبي و الأفغاني الى سورية ليقتل أبناء سورية كذلك لا نقبل للحرس الجمهوري الايراني الذي يقتل الطفل قبل الشيخ أن يقتل السوريين وفقا لعقيدته مع دعم روسي كبير..
لم يعد يفيد الكلام و على الشعب أن يكون صفا واحدا لمواجهة عدو واحد مبين.. كفى اختلاف في الرأي و الموقف و الصراع على المصالح؟؟؟


مع أجمل تحية لسورية الحبيبة رغم كل الجراح..

................رنا خطيب

قطر، راعي الحركات الإسلامية السياسية ، الحليف الأكبر لأمريكا

tar, Sponsor of Islamist Political Movements, Major Ally of America
قطر، راعي الحركات الإسلامية السياسية ، الحليف الأكبر لأمريكا

للكاتب: Nicola Nasser
المترجمة: رنا خطيب





في الخطاب الإفتتاحي الذي ألقي في 21-يناير/كانون الثاني أدلى رئيس الولايات المتحدة بارك أوباما تصريحا تاريخيا بأن" عصر الحرب أنتهى" و صرح بعزم بلاده "باظهار الشجاعة في محاولة لحل الخلافات مع الأمم الأخرى بالوسائل السلمية". لكن رسالته هذه ستبقى كلمات ما دامت لم تدخل حيز الأفعال بعد، و ما دامت لم تنفذ من قبل بعض أحلاف الولايات المتحدة المقربين في الشرق الأوسط، الذين ما يزالوا يطرقون طبول الحرب كما هي اسرائيل ضد إيران، و قطر ضد سورية.

وعلى ضوء مستوى التنسيق و التعاون، منذ أن قامت العلاقات الثنائية الدبلوماسية في عام 1972 بين قطر و الولايات المتحدة الأمريكية، و تركيز القوة العسكرية للولايات المتحدة على هذه الجزيرة الصغيرة يبدو أنّ قطر غير قادرة على التحرك على نحو مستقل، بعيدا أو بالتوازي مع, مسار التصادم بين الخطط الاستراتيجية و الإقليمية للولايات المتحدة.
و وفقا لصفحة الوفائع على الانترنيت التابعة للخارجية الأمريكية تفيد " إن العلاقات الثنائية قوية" ، فكلا البلدان اللذان ينسقان
دبلوماسيا، و يتعاونان بشأن الأمن الأقليمي لديهما وثيقة " ميثاق الدفاع"، و قطر تستضيف مقر القيادة المركزية الأمريكية، و تدعم العمليات العسكرية لحلف الناتو والقوى الأمريكية الإقليمية، و تعتبر قطر أيضا شريكا حيويا في الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لإقامة شبكة الدفاع الصاروخي في منطقة الخليج.و علاوة على ذلك، تستضيف قطر مركز قيادة العمليات الجوية المشترك الأمريكية و ثلاث قواعد عسكرية أمريكية و تدعى: القاعدة العديد الجوية و قاعدة الجيش الأسالية و قاعدة دوحة الجوية الدولية، المزودة تقريبا بحوالي 5000 جندي أمريكي.


لقد تطورت قطر مؤخرا، والتي ترتبط مع الولايات المتحدة بتحالف أكثر حميمية و ثقة، لتكون راعيا رئيسيا للحركات الإسلامية السياسية،حيث تظهر قطر اليوم الراعي الرئيسي للمنظمة الدولية لجماعة الأخوان المسلمين، والتي حسب ماورد، قد تم حلها في عام 1999 لأنها توقفت عن إظهار الأسرة الحاكمة كعدو.
لقد أنشأت قطر/ الأخوان المسلمين زواج المصلحة الحاضنة الطبيعية للإسلاميين الأصوليين المسلحين، و التي قادت أمريكا ضدهم منذ 11 سبتمبر/أيلول 2001 بما يوصف بـ" الحرب العالمية على الإرهاب"

وقد كانت الحرب الحاصلة في الدولة الإفريقية مالي أحدث مثال يظهر كيف تسيران أمريكا و قطر في اتجاهين منفصلين . ففي الوقت الذي كان فيه وزير الدفاع الأمريكي، ليون بانيتا، في لندن "يشيد" بالقيادة الفرنسية للجهود الدولية" في مالي، و التي كانت بلاده ملتزمة معهم بالدعم اللوجستي و النقل و الاستخباراتي، كانت قطر تبدو بأنها تخاطر بعلاقاتها الخاصة مع فرنسا، والتي وصلت إلى ذروتها أثناء الحرب التي قادها حلف الناتو على ليبيا وتفقد ثقتها بحكم الولايات المتحدة و فرنسا.
وفي 15 يناير/كانون الثاني صرح رئيس الوزراء القطري و الوزير الخارجية شيخ حمد بن جاسم آل الثاني للصحفيين بأنه لا يؤمن بأن" القوة سوف تحل المشكلة" وينصح بدلا من ذلك أن "تناقش" هذه المشكلة بين الدول الجوار و الاتحاد الإفريقي و المجلس الأمن( الأمريكي )، و انضمام الداعية المعتمد من الدوحة لجماعة الأخوان المسلمين و رعاتهم القطريين، يوسف القرضاوي- رئيس الاتحاد الدولي لعلماء المسلمين، الذي رفض تأشيرة الدخول الى المملكة المتحدة في عام 2008 و إلى فرنسا السنة الماضية- إلى الدعوة إلى الحوار " المصالحة" و" الحلول السلمية بدلا من "التدخل العسكري". 
وفي مثال أقدم نسبيا، ووفقا لموقع ويكليكس، أعلم الرئيس الصومالي السابق في عام 2009 ، شريف أحمد، دبلوماسيا أمريكيا بأن قطر توجه المساعدات المالية للمجاهدين الشباب التابعين لتنظيم القاعدة، والتي صنفتها في قائمة الإرهاب.
وسورية مثالا آخر ، فجماعة الأخوان المسلمين هي القوة" المقاتلة" البارزة ضد النظام الحاكم و بالتحالف مع مرتكب الأعمال الوحشية للتفجيرات الإرهابية لجبهة النصرة ذات الصلة بتنظيم القاعدة، التي صنفتها الولايات المتحدة في ديسمبر/كانون الثاني الماضي على قائمة المنظمة الإرهابية، بينما جماعة الأخوان المسلمين بقيادة الولايات المتحدة والمعارضة السورية برعاية قطر رفضت علنا قرار الولايات المتحدة. ولا يوجد تفسير لصمت قطر على هذه المسألة إلا أنه دعم لهذا الرفض ضد قرار الولايات المتحدة. 
ومؤخرأ استبدلت قطر سورية كمثال أخر ، التي قد صنفتها الولايات المتحدة في قائمة الدول الراعية للإرهاب منذ عام 1979 كراعية لحماس، والتي نقلت قيادتها من دمشق إلى الدوحة ، ووضعتها الولايات المتحدة في قائمة المجموعة الإرهابية ، و أعترفت علنا بأنها الفرع الفلسطيني التابع للأخوان المسلمين.
ويبدو على قطر من كل هذه الأمثلة بأنها تركز موقعها لتكون مؤهلة لتلعب دور الوسيط بمباركة من الولايات المتحدة في محاولة لتحقيق بواسطة الرفع المالي مالم تستطيع الولايات المتحدة تحقيقه عسكريا، أو يمكن تحقيقه لكن بتكلفة عالية جدا في المال و الأرواح. 

في حالة مالي يتابع الشيخ حمد ، رئيس الورزاء القطري في تسجيل له ليكشف عن نوايه قائلا: " سوف نكون جزء من الحل ،( و لكن) لسنا الوسيط الوحيد". و بالنسبة للوزارة الخارجية القطرية في 16 يناير/كانون الثاني مباركة الولايات المتحدة لا يمكن أن تكون صراحة أكثر من موافقة الرئيس أوباما لفتح مكتب لحركة طالبان الأفغانية في الدوحة " لتسهيل" التفاوض على السلام في أفغانستان"
ومع ذلك فشلت الوساطة القطرية المنفردة قي اليمن، و مثلها منيت بالفشل الوساطة العربية بقيادة قطر في سورية بعد مرور سنتين على الأزمة السورية، وما يزال " إعلان الدوحة " بشأن التوفيق بين الفضائل الفلسطينية إنجازا على ورق، و الوساطة القطرية في أزمة دارفور في السودان لم تحل بعد، و أدان " معظم البارزين لقادات القذافي السابقون الوساطة" القطرية في ليبا وأعتبروها على أنها تدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، و في فيما بعد الربيع العربي فشلت قطر في جهود الوساطة المبكرة بأن تنصب نفسها علنا حاكمة لجماعة الأخوان المسلمينن و مع كل هذه الاخفقات كانت جهود " الوساطة" القطرية ناجحة في خدمة استراتجية حليفها الأمريكي.
ومنذ المباركة الأمريكية ختم محلل الاستخبارات لمجموعة صوفان في أخر ديسمبر/كانون الثاني بأن" قطر تواصل إثبات نفسها على أنها الحليف الأساسي للولايات المتحدة .. و غالبا قطر قادرة على تنفيذ الأهداف المشتركة بين قطر و الولايات المتحدة التي لا تستطيع أمريكا تنفيذها أو غير مستعدة لتحمل المسؤولية بذاتها.
في الولاية الأولى لإدارة أوباما، و تحت ضغط " التقشف المالي" باركت التمويل القطري للإسلاميين المسلحين ضد القذافي في ليبيا، وأغضت الطرف عن شحنة قطر للترسانة العسكرية للقذافي إلى السوريين و إلى إلإسلاميين غير السوريين الذين يقاتلون ضد النظام السوري، و"تفهم" زيارة الأمير القطري إلى غزة اكتوبر/ تشرين أول الماضي على أنها
" مهمة إنسانية" و مؤخرا وافقت على تزويد مصر المدعومة من قطر و الأخوان المسلمين بـ 20- 16 أف طائرة مقاتلة و 200 دبابة آبرمزموديل M1A1.


ويطرح هذا التناقض تساؤلا حول فيما إذا كان هذا تآمرا أمريكيا قطريا مشتركا أم أنه حقا صراع المصالح ، فإدارة أوباما خلال الولاية الثانية يتوجب عليها رسم المسار الذي سيعطي الإجابة الصريحة على هذا التساؤل.
ويبدو في هذه الأيام على أن الدوحة و واشنطن لا تتشاركان الرأي ظاهريا في الحركات الإسلامية والإسلاميين، لكنه على أرض المعركة " الحرب على الإرهاب" يمكن القول بأنه من الصعب التسليم بأن كلا العاصمتين في أداء أدوارهما الحيوية لا ينسقان مع بعضهما و لا يكملان بعضهما البعض. 


و بالإسناذ إلى التجرية التاريخية للمنهج المماثل الديني الإيراني، لكن على أساس الطائفة الشيعية المنافسة، فإنّ هذا الاتصال القطري" للإسلام السنة" سوف يغذي حتما الاستقطاب الطائفي ، و اللاستقرار الإقليمي و العنف و الحروب الأهلية في المنطقة.
ونظرا لتحالف الولايات المتحدة و قطر، فإن هذا الاتصال" الإسلامي القطري" يهدد الولايات المتحدة بتوريطها مزيد من الصراعات الإقليمية، أو على الأقل تحمّل الولايات المتحدة المسؤولة عن الصراعات الناجمة عن ذلك ، و الحفاظ على معادة أمريكية اقليمية متعمقة الجذور، والتي أصبحت بدورها الحاضنة الأخرى للتطرف والأرهاب الذي تفاقم من جراء عفد الحرب الماضية ، الذي وعد الرئيس أوباما في خطابه الافتتاجي أن ينهيه.

تقليديا، تبذل قطر التي تقف في قلب العاصفة في منطقة الحليج الجغرافية المتقلبة و الحرجة للغاية، حيث كانت مسرحا للحروب الثلاثة الكبرى خلال العقود الثلاثة الماضية، قصارى جهدها للحفاظ على التوازن الحاسم والضعيف بين قوتين عظمتين تحددان وجودها ألا و هي عقود الوجود الأمريكي العسكري القديم في الخليج و تعاظم النفوذ الإقليمي لإيران.
في عام 1992 وقعت قطر مع الولايات المتحدة اتفاقية دفاعية ثنائية شاملةـ و في عام 2010 وقعت مع ايران اتفاقية الدفاع العسكري، الذي يفسر رغبتها الحميمة لتوثيق علاقاتها مع ايران- ودعمت الحركات الإسلامية المفاومة المعادية لإسرائيل حزب الله في لبنان و حماس في المقاطعات الإسرائيلية المحتلة من إسرائيل وأوضحت أيضا مبررات " شهر عسل" قطر مع سورية حليفة إيران. 

ومع ذلك، و منذ اندلاع الأزمة الدامية السورية قبل عامين، ٌكشفت حقيقية الانفتاح القطري للدول المؤيدة لإيران و القوى ما دون الدولة بالتحديد على أنه ليس إلا مناورة تكتيكية لجذب مثل هاتين القوتين بعيدا عن إيران. ففي حالتي سورية و حزب الله أدى فشل التكتيك إلى شروع قطر إلى تصعيد مسار التصادم مع كلا سورية وإيران،التي تدعمهما روسيا و الصين، وهي تقود البلاد نحو منعطف تحول مخالف لسياستها القائمة منذ أمد طويل على الحفاظ على التوازن الإقليمي، إنّه تحول يبدو على قطر غير مدركة للمخاطر التي تهدد وجودها تحت ضغط المصالح الإقليمية و الدولية المتضاربة كما هو مكشوف بشكل دموي في الأزمة السورية .
وأثناء تصاعد الحركات العربية والقومية واسعة النظاق ، والاشتراكيين، والديمقراطيين في العالم العربي في مطلع النصف الثاني من القرن الحادي والعشرين اعتمدت الملكيات العربية الإستبدادية المحافظة جماعة الأخوان المسلمين، وغيرها من الإسلاميين، والايديولوجية السياسية الإسلامية، واستخدمتهم ضد تلك الحركات لتحافظ على وجودهم كحلفاء للولايات المتحدة، والتي بدورها أستخدمت كلاهما و على رأسهما القاعدة في أفغانستان ضد الإتحاد السوفيتي السابق وضد الإيدلوجية الشيوعية لإلحاق الأذى بهم بعد انهيار النظام العالمي الثنائي القطب.
لكن يبدو أن التاريخ يعيد نفسه حيث أن الأنظمة الملكية العربية التي تدعمها الولايات المتحدة، وعلى رأسهم قطر، يلجأون إلى استخدام تكتيتهم القديم لاستغلال الإيدلوجية الإسلامية لتقويض وإجهاض الثورات العربية المعادية للسلطة و الساعية لصالح سيادة القانون، والمجتمع المدني، والمؤسسات الديمقراطية، و العدالة الإجتماعية والإقتصادية في البلدان العربية على هامش قاعدة الولايات المحمية في شبه جزيرة العرب ، لكنهم يبدو أنهم ليسوا مدركين بأنهم يفتحون صندوق باندورا الذي سوف يطلق العنان لردود أفعال عنيفة مقارنة مع ما سيثبته عودة القاعدة إلى الواجهة في الولايات المتحدة كسابقة خطيرة.
كافة الحقوق محفوظة للمترجمة
رنا خطييب

14/2/2013

المصدر: 
http://www.globalresearch.ca/qatar-sponsor-of-islamist-political-movements-major-ally-of-america/5320105
التعديل ا

العدوان الإسرائيلي الجوي على دمشق و تأويلات حول الحدث الجلل؟

العدوان الإسرائيلي الجوي على دمشق و تأويلات حول الحدث الجلل؟

بقلم رنا خطيب

هل نفذ صبر اسرائيل بتفاقم الأزمة السورية الدموية و توسعها لتشمل نطاقات خارج الأراضي السورية؟
هل هذه الاعتداءات الاسرائيلية على دمشق هي بداية لاشعال فتيل الحرب العالمية الثالثة؟
و هل هي مستعدة فعلا لمواجهة هذه الحرب و خاصة أن أمريكا تنأى بنفسها عن دعم الحروب اليوم في منطقة الشرق الأوسط بسبب انغماسها في أزمتها المالية الخانقة،و ما سيصدر عن اشعال فتيل الحرب من اشعال لجبهات متعدةة ..جبهة سورية و لبنان و فلسطين و ايران؟
أم هناك اتفاقات من تحت الطاولة لافتعال هذا الهجوم لتستمر عملية تطهير سورية من الارهاب ؟
و إن كان هدفها اسقاط النظام لماذا لم تضرب على المواقع التي يتواجد فيها الرئيس السوري و أتباعه و قامت بضرب المواقع التي توجد فيها الأسلحة؟
و ماذا عن ردة فعل المعارضة المسلحة التي أظهرت شماتتها بتدخل اسرائيل و اعتباره نصرة من الله؟.
و لماذا لم تمنع روسيا التي منعت سابقا باستخدام الفيتو لعدة مرات التدخل العسكري في شؤون سوريا هذا التدخل الخارجي السافر على الأراضي السورية؟
و هل يطلب من القيادة السورية في هذه المرحلة الحرجة ضبط النفس مع اسرائيل كما عودتنا دائما و تكتفي بعبارات الاستنكار و الوعيد أم سيكون هناك ردة فعل عسكرية ضد اسرائيل و هذا ما تريده ، ردة فعل يعقبها رد فعل اسرائيلي تستخدم فيه الأسلحة المحظورة و منها الكيماوي و تلزقها بالنظام السوري فيصبح ذريعة التدخل واجبة من قبل الناتو و أوربا و مرتزقينهم من العرب ؟
و غيرها من الأسئلة التي يمكن للحدث انتاجها نتيجة غموض اللعبة السياسية في سورية التي بات أكبر المفكرين و السياسيين عاجزين عن معرفة حقيقتها؟

هز انفجار دمشق العاصمة فجر اليوم بتاريخ 5 /5/2013 من خلال شن الكيان الصهيوني ضربات صاروخية على جبل قاسيون و ضرب مواقع عسكرية فيها أسلحة و مواقع جوية التي حولها، و ضرب موقع البحوث العلمية في ريف دمشق.. و قد حصل هذا الانفجار ليلا كي يضيع تحديد الوسيلة فيها، فهل هي ضربات من طائرة اسرائيلية فوق جبل قاسيون أم أنه صاروخ من اسرائيل ام ماذا؟ و قد اسفر هذا التفجير عن مالا يقل عن 300 قتيل أكثرهم من ضباط و جنود من الجيش النظامي.و قد تم تصوير هذا الحدث الجلل في لحظتها سابقين بها الإعلام السوري فمن هذا الذي يعلم بحدوث مثل هذا الانفجار مسبقا كي يكون جاهزا في تلك الأثناء ثم يتم تسريبه في يتيوب؟

لا شك أن الحدود السورية أصبحت مكشوفة، و أنا السيادة الوطنية السورية أصبحت منتهكة بعد أن تحولت سورية الى ملعب سياسي تديره مافيات السياسات العالمية من ايران و روسيا و أمريكا بيدها صناعة القرار و الحسم على الأراضي السورية.

إن هذا الانفجار المدوي على جبل قاسيون الشام يمكن أن ينظر له من عدة زوايا و هي كلها محتملة و قابلة للنقاش.
فمن جهة استطاع هذا الحدث أن يحرك غضب الكثير من الشعوب حول هجمات العدو الصهيوني على أراضي سورية و ينسى اشتعال الجبهة الداخلية في سورية مما يعطي للنظام دعما دولياجديدا لتحول أنظار العالم عنه و عما يفعله بسورية لمكافحة الارهاب و بذلك يستمرار العنف العسكري ضد المدنيين حتى اشعار أخر.
و من جهة أخرى: يزعم هذا العمل القذر الذي لا يرضى فيه أي وطني أو عروبي مهما كانت معارضته للنظام السوري أن يرفضه جملة و تفصيلا ..يزعم بأنه يخدم مصلحة المعارضة المسلحة التي أعلنت شماتتها و كأن ما يحصل لأرض سورية شأنا لا يعنيها و هي اليوم ثاثرة لأخذ الحكم من النظام السوري عنوة، و مثل هذه الأفعال اللامسؤولة تثبت مزاعم النظام و الشعب الملتف حوله بأن المعارضة لا تملك حسا وطنيا و لا انتماءا لوطن و أن كل ما تريده هو الحكم على حساب تسليم سوريا؟
فهل تدرك المعارضة المسلحة بأن تكرار الاعتداءات الإسرائيلية على سورية لضرب كل المواقع العسكرية الحساسة هو ضرب لعمق سورية و اظهارها بمشهد الضعيف الهش، و الذي باتت حدودها مكشوفة على العالم كله و مخترقة و بلد مدمرة و اقتصاد مفلس و فوضى عارمة؟
ماذا سيرثون من سورية؟ و كيف ستكون شكل الحكومات القادمة؟ هل سنكرر مشهد ليبيا و مصر بتولي الحكم حكومات منبطحة علنا لاسرائيل و هشة و ضعيفة؟.
و من جهة أخرى: هناك من المعارضين من يؤول الحدث على أنه ليس الا تمثيلية يراد بها تطويق المعارضة المسلحة بما فيها جبهة النصرة في سورية، و لزق التهمة بها كونها بنظر النظام السوري متعاونة مع العدو الاسرائيلي الذي يعتقد بان تفجير الأسلحة تصب في مصلحة الجيش الحر الذي أظهر شماتته بهذا الخبر الجلل، و بذلك تستمر عمليات تطهير الارهاب جارفة معها أرواح السوريين المدنيين حتى اشعار آخر؟ و من الملاحظ عند متابعة الاعلام السوري المحلي و تدفق المتطوعين من المفكرين السياسيين لتحليل الحدث يرى بأن معظم الادانات كانت بحق جبهة النصرة و كأن الذي ضرب هو جبهة النصرة و ليس اسرائيل، و التي يعتبرها المعارضون شماعة يعلق عليها النظام السوري أخطائه و عنفه المستمر في سورية.
و من جهة أخرى : يحصر المعارضون المسلحون هذه الانفجارات المتكررة في سورية بزعمها الوهمي على انها تقودها القيادة المشتركة في سوريا و المكونة من ايران و روسيا و القيادة السورية و أنها تضحي بالمؤيدين لها و عناصر أمنها لكي تقنع العالم بأن الارهاب طال حتى عمق المؤسسة العسكرية التابعة للنظام لذلك يجب ان يدينه العالم و يقف وقفة واحدة ضده للقضاء عليه .
و أخيرا، أعتبر البعض أن هذا الاعتداء السافر على سورية هو بمثابة انذار للنظام الذي تزعم اسرائيل بانه يسرب الأسلحة المحظورة الى حزب الله.
و مهما كان التاؤيل لهذا الحدث.. فكل سوري وطني و كل عروبي يرفض أن يكون للكيان الجرثومي الاسرائيلي تدخلا على أرض سورية ، و لو كان للوعي الوطني السوري محلا اليوم بين المتصارعين المعندين من المعارضة و النظام على حكم سورية لاستفادوا من هذه الفرصة و وحدوا صفوف الجبهة ضد هذا العدو المستهتر بسورية بعد أن أرهقت هذه الأزمة الجيش العربي السوري و استنزفت اقتصادها و افقرت شعبها و دمرت سورية...

اثبتوا يا أبناء سورية المتصارعين على الحكم بان مصلحة الوطن فوق مصالحكم الخاصة كما أثبتم بانكم شعب شجاع لا يقهر و أن بسواعدكم السمراء و الخضراء ستسطرون أروع البطولات لكن هذا يحتاج الى توحدكم..

مع الشكر
رنا خطيب
6/5/2013

غزة الجريحة و تجدد مشاهد التأمر عليها.. ...

غزة الجريحة و تجدد مشاهد التأمر عليها.. ...
بقلم رنا خطيب 

هلّل المصفقون العرب لزيارة أمير قطر، الوجه الداعم للتيار الأخونجي المتصاعد اليوم بقوة و بدعم من الخارج لغزة ، فهل تحققت الأجندة المطلوبة في غزة اليوم؟ أم هجوم اسرائيل كان محض صدفة، و هي لا تدري خطورة فتح جبهة غزة عليها و الجولان مشتعل ولا نستبعد تحركا من جانب جنوب لبنان؟ أم أنها تدري مسبقا أنها في تقدم وأن الجهات المشتعلة في حالة صمت ما دامت غير معنية بعد بأهداف إسرائيل الحالية ؟

جاء غزة أمير قطر بمهمة ظاهرها انساني و باطنها سياسي يخدم مصالح الأجندة التي يملكها ممن يديرونه ، فهو في الظاهر مأمورا و ليس حرا في سلوكه اتجاه العرب في المنطقة العربية . وهنا يحق لنا أن نتساءل هل هناك علاقة بين زيارته لغزة هاشم و تحرك الهجوم الإسرائيلي على غزة الآن؟!! أم هو لا يدري، و يتحرك وفقا لما يدرون من الجهات التي يتبع لها ؟!! .. قلت سابقا للمصفقين العرب ألا تنظروا للحدث في صورته المعروضة أمام الكاميرا، و حاولوا أن تغوصوا قليلا في عمق الحدث لتكتشفوا ما وراء هذا الحدث.. و حدثنا اليوم غزة و عودة أخبارها التي خبت شمسها في ذاكرة العرب الى ساحة الخبر من جديد..لكن نعتب على حماس التي كانت الشماعة التي علق عليها أمير قطر زيارته لغزة ، و التي وضعت نفسها تحت خدمة قطر لقاء دعم مخفي، و وافقت ضمنا على تقليم أظافرها تمهيدا للاعتراف باسرائيل كدولة..و هنا نسأل أيضا هل تدري حماس بقيادة مشعل وأتباعه المربوطة اليوم وبقوة بأجندة التيار الأخونجي بأنها تنأمر على قضية شعب عزيز مثل الفلسطينيين و على سمعة المقاومة حماس.. و طبعا حماس لا تعني خالد مشعل و لا هنية ... أم ايضا هي لا تدري بسبب حجب الرؤية و عدم التبصر نتيجة الدعم المالي و اللوجستي لها ؟ فهي لا يهمها اليوم إلا كسب السباق على حركة فتح لمن سيفوز في السلطة، و ليس السباق في نصرة غزة وكسب شعبهاـ و هذا ما يتضح أيضا من تحرك الرئيس عباس نحو الأمم المتحدة و برعاية أمريكية للحصول على اعتراف بعضوية فلسطين في الأمم المتحدة بشكل مثير للضحك. .. و كلاهما يضعون مسمار تعليق حل قضية الفلسطينية في الطريق، ويماطلون في مساعيهم، و يختلفون أمام الكاميرا حسب ما يطلب منهم من القيادات العليا التي تدير ملف فلسطين فعلا لتبقى القضية معلقة لصالح استمرار إسرائيل في الاستيطان و التقدم ضمن هذا الوقت .. وقت منحة لحل الإنقسام الفلسطيني، و التفاف قادتهم حول طاولة مصلحة الوطن و شعبه.. و أما باقي الدول التي يصدح صوتها على المنابر سواء عربية أم أجنبية فهي تريد أن تستثمر الفوضى لتبرز كداعمة للقضية الفلسطينية، و تكسب تأييد شعب فلسطين خاصة، و الشعوب العربية المدبوحة اليوم على مسلخ الربيع العربي عامة.
لا أعرف هل جاء عصر طوي ملف المقاومات العربية و جيوشها في كل البلاد العربية ؟ أم أنه جاء دور كشف بعضا من أوراق عدو الأمة العربية - و هو تحركه لبسط سيطرته على فلسطين تمهيدا لبسطها على باقي الدول العربية التي ُأنهكت نتيجة الصيحة الأسطورية الملبية لنداء الربيع العربي فكانت نتيجة هذا الربيع: تقسيم بعض الدول العربية الى دويلات على أساس العرقية و الأثنية و المذهبية، و جلب التيار الأخونجي الإسلامي و فكره المتشدد إلى المنطقة العربية ، و تدمير البنى التحتية للأوطان و أقتصاده ، و سرقة الثروات و استنزاف ما تبقى من نفط و بترول بحجة دعم السلاح و الدروع والقواعد العسكرية الغربية المنتشرة في المنطقة العربية لحماية وهما مصالح الدول العربية، و القضاء على منظومة المقاومة لدى الجيوش العربية، و أخيرا ، و ليس آخرا، استهداف نفسية الإنسان العربي و زرع بذور الانقسام و الفوضى و كره الأوطان في نفسهو تاثيره السلبي لأجيال قادمة ليظل التناحر بين ابناء الوطن العربي بل القطر العربي الواحد في حالة قائما، و تظل الفوضى العربية تنتج لهم سياج أمان لمصالح الغرب في منطقتنا، بينما تخلف لنا المزيد من الخراب و الدمار.. 
للأسف إن بقي أمرا هكذا نتأمر على أوطننا وجيوشنا و شعوبنا و كل ما يتعلق بأرث هذه الامة سيأتي يوما من شدة الويلات التي نعانيها نستنجد فيها بإسرائيل كمخلص للشعوب العربية من ويلات الفوضى الخلاقة و خضوعنا لقانون جديد تابع لنظام عالمي جديد و دولة النظام الجديد تحت حكم الماسونية العالمية... 

مع التحيات
رنا خطيب
16/11/2012