الخميس، 3 مايو 2012

أدب : سورية الجريحة صبرا.... الفجر


خاطرة:

   سورية الجريحة صبرا.... الفجر قادم


1-
في الشرق عروسة جميلة

كريمة المحيّا قيّدها الظالمون ،

أغلقوا عليها أبواب النور

فاغتصبوا براءتها الصامتة ،

سكبوا عليها من قطران حقدهم نيرانا

فأحرقوا ثوبها الأبيض المطرز بياسمينها الطاهر ،

أضحى نهارها المشمس ليلا مظلما

تزوره غربان الحقد و الغدر

لترسم مراسيم العزاء لأهلها ،

تؤرّق مضاجعهم أغنية الصمود

كلما سمعوا أصداءها تعلو

سماء تزينت بنجوم العزة و الشموخ و الإباء ،

فيزداد رقصهم العابث قوة

على أشلاء الأبرياء و دموع الثكلى .

2-
في مشهد ضبابي عابث يختلط فيه

دخان المعركة الخاسرة

ما بين حق و باطل

تآن سورية الحبيبة وحيدة

تحت أقدام الغدر و الحقد ،

تبكي جراحها النازفة

تذرف دموع الألم على ما آلت إليه أحوالها ،

فاجعتها كبيرة و مصابها أعظم ،

إنهم أبناءها يا بني العرب.....

يختصمون فيما بينهم و يقتتلون

يهدرون دمائهم مدرارا

بدون رحمة أو وقفة اعتبار

نسوا ما شربوه من عذب فراتها و برداها النقيان

و ما تعلموه من قيم و مبادئ في مدارس البطولة و التضحية

و ما تعني أرض سورية على مر العصور

إنها....

أرض باركها الرحمن ، و دعا لها رسول الأمة الإسلامية .

أرض تكسرت عند قلاعها الشامخة طغاة الأمم والمعتدين .

أرض أنجبت السواعد الخضراء اليانعة

بنوها و حصنّوا قلاعها قديما

بقوة الحق و بذل النفيس و هدر الدماء .

أرض لم تعرف للخبث موضعا ،

ولا للفرقة مكانا ،

ولا للخيانة عنوانا .

لكن اليوم عند لحظة الامتحان

يغرق أبناؤها في غيبوبة الضياع.

مشاهد التضليل تغيّب عقولهم

فتدفعهم ليكونوا لبعضهم قنابل من نار

تحرق أجسادهم و قلوبهم و أرضهم .

دماء تسيل ،

أرواح تزهق ،

طفولة تعقر،
و سورية الأم تنظر بحرقة إلى أبنائها

من تنقذ من ؟!!

من تفدي من؟!!

كيف تقتل ابنها الظالم؟!!

و كيف تنقذ ابنها المظلوم؟!!

حيرة التصرف كأم لأبنائها

تجعلها تسقط في براثن الصداع ،

وأحيانا الصمت لقوة الفاجعة ،

وأخرى الغضب عندما يشتدد زئير الدم الهادر .

3-
سوريتي الحبيبة .......

يا أرض تبارك ترابها بأجساد الأنبياء ،

ورسمت لوحة حريتها قديما بدماء أبطالها

ضد الطاغي المحتل لأرضها .

يا أرض لم تعرف للاستسلام عنوانا

و لا للخذلان طريقا ،

أبناؤك اليوم ليس هم كما في الأمس.

يتكرر منظر الشهادة على أرضك

لكنها ليست الشهادة التي اعتادت أنفاسك الطاهرة عليها ،

إنها مأساة خاسرة أبكت السماء و الأرض .

شباب بعمر الورد تتساقط جثثهم ،

أطفال بلون الياسمين ُتقطع أوصال براءتهم ،

نساء ثكلي تمزقت قلوبها

و بكى الورد و الصبار على أحزانهن

ويستمر حصار الليل المظلم يحاصر قلعتها

و سوط الظلم يجلد أحصنة الحق في ميادينها

و عيون البشر تغلق الجفن هانئة عن مآسيها

4-
يا أمي يا سورية..

يا أغنية ترددها الشفاه

و نبض يسكن في الوجدان

و حب نكبر فيه و نرتقي

يا ابنة التاريخ و الحضارة

اصبري واحتسبي الأجر عند الله

فما بعد ظلام الليل إلا انبلاج الصبح

وما بعد كل محنة إلا منحة

يولد فيها النور من رحم الظلام

و يزهر الحق في بساتينه

كوني قوية كما عهدناك

و لا تساومي على أبنائك مهما اختلفوا

و لا تسمحي لأيادي الغدر الخارجية

أن تمتد إلى عرين عرشك

فمهما كان ظلم أبنك في الداخل

يبقى علاجه أهون من ظلم الغدّار في الخارج

5-

يا أبناء سورية الأعزاء..............

يا أخوتي في الدم و الدين و الوطن ............

مالي أرى دخان الغضب قد أغلق منافذ الرؤية عندكم ،

و نيران الانتقام تحرق قلوبكم ،

أين كلام الله لتقتدوا به؟!!

أين كلمات الحب للوطن و وحدته

التي تعلمناها في مدارس سورية

و تعاهدنا عليها؟!!

من يناديكم للموت دون أن يكون معكم فهو يغرر بكم ،

و ما كان يوما من عاش رغد الحياة على دفء الغرب يهمه

أمر دمائكم و حريتكم .

استفيقوا يا أخوة الوطن

هذا وطننا جميعا ..

هذا دفئنا .. وهذا حبنا ..

هذا ماضينا و حاضرنا و مستقبلنا .

ياسمين سورية عنوان طهرنا ،

و بساتينها عنوان خيرنا ،

و أبناؤها عنوان بناة وطننا .

لا تحرقوا سورية جميعكم لأجل مصالحكم .

الوطن إن فقد يا أخوتي تعرّينا جميعا

و لن ترحمنا عيون الغدر .

اجتمعوا على كلمة حق و خيركم من بادر بالصفح.

أناديكم ...و الألم يعتصر الفؤاد

لا تحرقوا سورية ..لا تحرقوا سورية

فهي وطن لكل سوري ، بل لكل عربي ،

وهي أرض الرباط و المرابطين حتى قيام الساعة .

و الخاسر ، إن خسرنا سورية ، كلنا

و كل من عشق ترابها و تنفس هواها .

مع التحيات
رنا خطيب

7/1/2012

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا"على هذا الكلام الرائع جدا"❤❤❤❤❤❤

    ردحذف