السبت، 5 مايو 2012

ندوة : أسباب عجز الحضارة العربيةعن مواكبة حضارات الأمم المتقدمة رغم توفّر كل عوامل بناءالحضارة

ندوة حوارية ممنهجة :


أسباب عجز الحضارة العربيةعن مواكبة حضارات الأمم المتقدمة رغم توفّر كل عوامل بناءالحضارة


أهم المحاور الأساسية:
ما هي الأدوات و المعايير اللازمة لقيام حضارة في أمة ما ؟
- لمحة موجزة عن الحضارة العربية القديمة و أثرها في تقدم الشعوب .

- الأسباب التي أدت إلى تراجع الحضارة العربية.
- الأسباب التي أدت إلى تقدم الشعوب المتخلفة و تصدرها مركز التقدم في العالم.
- هل يوجد حلول لمعالجة الفشل الذي تعرضت له الحضارة العربية في العصر الحديث.
- توصيات و اقتراحات

 

الحضارة عنوان يعكس هوية أمة و مظهرها و لغتها و إنسانيتها .
و لكل حضارة مؤشرات تشير إلى تقدم أمة هذه الحضارة أو تخلفها و هذه المؤشرات لا تتشكل في ليلة و ضحاها بل هي نتيجة تراكم المسببات لها ضمن مسير زمني طويل.. فكم من الأمم تجمعت عندها أسباب نشوء الحضارة فظهرت و توسعت و انتشرت ثم تراجعت و اندثرت أو تخلفت نتيجة انهيار أسباب نشوء الحضارة ذاتها .
إذا لا بد لهذه الحضارة من عوامل تقوم عليها و لا بد لهذه العوامل من أن تتضافر مع بعضها لتشكل بذور إطلاقها و لا يكفي هذا للإطلاق فقط ، فلا بد من رعايتها و متابعتها لكي تبقى حضارة مثمرة مع تقدم الزمان ..و نذكر من هذه العوامل : العامل البيئي وما يتعلق به من موقع جعرافي و حدوده الطبيعية و توسطه كمركز له أهميته الإستراتيجية بين الأمم و توفر الموارد الطبيعية و مساحات واسعة من الأراضي و طبيعة المناخ .. و العامل المادي و هو يلعب دورا كبيرا في توفير أدوات البناء الظاهري للحضارة..فأي حضارة تحتاج إلى توفر العنصر المادي لتسهيل عملية تكوين الحضارة و قد يمتد هنا العامل المادي ليشمل الثروات الباطنية و الموارد الطبيعية و الخامات و المعادن النفيثة و البترول و كل ما يمكن أن يجلب النقد عند استثماره . العامل الفكري المتمثل بالعقول البشرية ..إنه العامل الذي يخطط و يجلب الأدوات و ينفذ و يقترح و يرسم ملامح الحضارة كلها ..إنه العامل المرشد لتحريك نشاطات الذهن عند الإنسان و تحويلها إلى أعمال راسخة على أرض هذه الحضارة. و لا بد لهذه العوامل الظاهرية من عامل جوهري يضبط الإيقاع الداخلي للبناء الظاهري للحضارة و هو عامل القيم الإنسانية و الأخلاق الذي يستمد وجوده من الدين . فهذا العامل يشكل مقياسا مهما في تحديد رقي الحضارة عند أمة ما أو هبوطها ..و لا ننكر أن غياب هذا العامل المهم عند الكثير من الأمم الغابرة التي كانت تتصدر صدر الحضارات أدى إلى انهيارها نتيجة غياب هذا العامل و بالتالي فساد جوهر هذه الحضارة.. و عندما يفسد الجوهر من القاعدة لا بد من هبوط البنيان الخارجي مهما كان متينا .. و أخير العامل البشري المتمثل بالقوى العاملة و هو العامل الذي يستحوذ على جميع هذه الأدوات و يستخدمها لبناء الحضارة .
هذه أهم العوامل الأساسية التي يجب أن تتوفر لنشوء حضارة لأمة ما.
فإذا جمعنا هذه العوامل لنشوء الحضارة و قارنّها بعوامل الحضارة عند الأمة العربية الإسلامية لوجدناها متوفرة جميعها الآن لكن مؤشرات الحضارة تشير إلى تراجعها و عجزها عن مواكبة تقدم الحضارات الأخرى رغم افتقاد بعض هذه الحضارات لبعض مقومات نشوء الحضارة..

يحق لنا كعرب أن نفخر بتاريخ حضارتنا الإسلامية التي وصل شعاع نورها إلى مساحات واسعة من العالم و التي جعلها تتبوأ صدارة الأمم في تقدم علومها و آدابها و فكرها و مناهجها العلمية و كانت المعبر الذي جعل الأمم المتخلفة تعبر عليه و تقبل على دراسة و ترجمة الأرث الحضاري لهذه الأمة و التي أصبحت فيما بعد القاعدة التي بنت عليها أعمدة حضارتها ( الغرب) فنهضت من تخلفها و انطلقت بقوة فإذا بها تتصدر المراكز الأولى لتقدم الأمم..و لنا في الأندلس شاهدة مرمرية دونت فيها آيات الحضارة الإسلامية العربية العريقة و كانت القاعدة الأساسية لصحوة العقول الغربية الغارقة في جهلها و ظلماتها و بداية النهضة العلمية لها ... و فيما يلي بعض الإشارات التي أشار أليها بعض الباحثين الغربيين حول فضل الحضارة العربية الإسلامية العربية في نهضتهم العلمية :
"" إن أوروبا لتدين بالشيئ الكثير لاسبانيا العربية فلقد كانت قرطبة سراجا وهاجا للعلم والمدنية فى فتره كانت عواصم أوروبا خلالها لا تزال ترزح تحت وطأة القذارة والبدائية ، وقد هيأ الحكم الإسلامي لاسبانيا مكانة جعلها الدولة الوحيدة في أوروبا التي أفلتت من عصور الظلام "
أما " جوستاف لوبون " فيقول :
" وقد كانت ترجمات كتب العرب العلمية المصدر الوحيد للتدريس في جامعات أوروبا نحو ستة قرون . ويمكننا أن نقول أن تأثير العرب في بعض العلوم كعلم الطب مثلا دام إلى الزمن الحاضر . فقد شرحت كتب ابن سينا فى مونبيليه فى أواخر القرن الماضي ... و إذا كان تأثير العرب عظيما فى أنحاء أوروبا التى لم يسيطروا عليها الا بمؤلفاتهم ، فقد كان تأثيرهم أعظم من ذلك فى البلاد التي خضعت لسلطانهم كبلاد اسبانيا .. ولن يرى الباحث مثالا أوضح من العرب على تأثير احدي الأمم في امة أخرى ، ولم يشتمل التاريخ على ما هو ابرز من هذا المثال "
وهذا احد المستشرقين الأسبان يسجل شهادته التاريخية :
" ان اسبانيا ما كان لها ان تدخل التاريخ الحضاري لولا القرون الثمانية التى عاشتها فى ظل الإسلام وحضارته فكانت بذلك باعثة النور والثقافة فى اوروبا المجاورة المتخبطة آنذاك فى ظلمات الجهل والتخلف "


فماذا حدث لأمة الفتوحات و التقدم حتى وصلت إلى ما وصلت أليه الآن من العجز عن المتابعة ؟
ومن أين أتى هذا العجز و ما الذي اقعد هذه الأمة عن متابعة التقدم رغم توفر كل عوامل ومقومات و مورايث و ملامح حضارتها التي ما تزال موجودة حتى الآن ؟

نستهل ندوتنا بهذه الأسئلة التالية:


إلى ماذا يشير مفهوم الحضارة ؟
هل هو انتقال من نمط معاشي إلى أخر ضمن أطوار تطور حياة الإنسان نحو التوسع و التقدم في أسلوب حياته المعاشية؟
أم هي الثقافة التي يتسم بها مجتمع ما ؟
أم هي مجموعة من ثمار جهود أفراد أفرزت مجموعة من الإنجازات الرائدة و المتميزة لخدمة مجتمعها فتداولاتها المجتمعات حتى أصبحت إنجازا و أرثا حضاريا دخل في تاريخ الأمم؟
أم هناك معاني أخرى يشير أليها هذا المفهوم؟

عندما نقول بأن أمة ما ذات حضارة راقية و متقدمة ما هي المعايير الأساسية الشاملة التي اعتمدناها في إطلاق هذا الحكم؟ أي ما هو النسيج التكويني لنشوء هذه الحضارة و تقدمها؟
فهل يكفي أن نقول أن تلك الأمة متقدمة لما تقدمه من منجزات علمية رائدة؟

مع التحيات
رنا خطيب
 
رابط الندوة:
 
http://www.almolltaqa.com/ib/showthread.php?47339-افتتاح-الندوة-حول-quot-أسباب-عجزالحضارة-العربية-عن-مواكبة-التقدم-رنا-خطيب
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق