الجمعة، 2 نوفمبر 2018

حواريات قال و قالت (4)....لغة لم يفهمها




لغة لم يفهمها
قال: أرى غيما أسودا  يخيم فوق سمائك الصافية..مالخطب؟!!
قالت: أوجعتني أشواك الخديعة وأنا أبتسم إليك.

قال: عدتي إلى حديث الفراغ  والتحليق في سماء الوهم .
قالت: هو سؤال أقلق مضجع الرياح ولم أجد له جوابا
يوقف نزيف الأفكار.
قال: اسألي

قالت: لماذا كتبتني قصيدة إبداعية  في ديوانك ثم احرقته قبل أن تنشره؟
قال: الجواب في قلب الشاعر!

قالت بانكسار : كم مرة يجب أن أموت كي تنتشي أنت بخمرة الورود الأخرى؟

قال: و مالذي يجبرك على الموت؟!
قالت: ولائي لتلك البذرة التي عهدتها إلي لتثمر على أرض قلبي،
لن أترك الرياح الغاضبة تقتلعها من جذورها بعد أن أثمرت.

قال:لا تتعبي قلبك الجميل...فأنا رجل بلا قلب..بلا ذكريات..بلا أمل..
قالت: بل أنت قارب بلا أشرعة يسير في بحر عميق،
أمواجه تزأر من شدة الاضطراب .

قال: دعك من فلسفة القصيد، والغناء على ضوء الشموع.
قالت: متى كنت أصلا تفهم لغة الشموع وهي تذوب بهيكلها لتضيء عتمة ليلك المنهك !

قال: أنت تنشدين أغنية  التحليق البعيد ، وأنا أبني ارض ثابتة قريبة.
قالت: بل تبني قلاع من دخان، أسوارها عائمة على غيوم مسافرة.

قال وهو ينظر إلى عيون أغرقتها دموع اليأس :
لا تقتليني بضعفك فأنا لم أعد أملك زاد السفر! .

بقلمي 
رنا خطيب


الجمعة، 23 مارس 2018

قصيدة لم تكتمل سطورها





(((قصيدة لم تكتمل سطورها)))

بقلم رنا خطيب
.
أغواني عزفك المحلّق في سماء الأمنيات،
فتمايلت الورود في حديقة نفسي وأنتشت.

وتسللت الآهات زاحفة إلى قاع قلبي دون استئذان،
فبنت قلاعا من الوجد واستوطنت.

/
\
بدأ حبك عند مطلع الشمس
فأحرقتني اشعته المتوهّجة
ولم ترحم ضعفي.
وعندما جنّ الليل وابتسمت النجوم،
كتبتني قصيدة بحروف لازوردية،
وعلقتني كالعرجون على شرفات القمر.

/
\

وماذا بعد؟!!!
إيقاع الضباب يعزف بجنون أغنيته الهجينة
فيطمس ملامح الرؤية لملحمة الوصال.

والأرض الخصبة ضاجت من توهان أنفاس الشوق
فبات الشجر عصيّا على الازهرار.

وعند أطلال الانتظار سبقتنا رياح مهووسة صفتها الاندثار
فبدّدت أمنيات الفجر وتطايرت أوراق الانصهار.

/
\

إنّها لعبة الهوس تمارس السحر لتمنع اللقاء.
والنفس عليلة لم تعد تملك زاد السفر والإبحار.


فأرجوك ... أرجوك. أرجوك
لا تكن معي بحرا يحرّك جيوش مدّه وجذره،
لتغرقني في هدير أمواجك المتلاطمة.

ولا تكن معي شاعرا مهوسا يختال بعزف قيثارته المنفرد،
لتسقطني في براثن حروفك أسيرة.

/
\

تذكر بأنّني...
 كالغيمة البيضاء المسافرة لا يقيّدها الفضاء المحدود.

أريد أن أبقى حرّة كالطير المغرّد في سماء الكبرياء.
أعربد كالفراشات من وردة لأخرى دون قيود.

فأنا لم أخلق لأكون ظلّا يمشي في الخلف،
بل نورا يمشي نحو الأمام يغني للحرية أغنية الوجود.

بقلمي
رنا خطيب

تاريخ النشر:
23/3/2018