لعبة الشطرنج الدولية على أرض سوريا..


لماذا كل هذا الضجيج يا شعب سوريا؟؟

اشتعلت الساحات المحلية و العربية و الغربية على أثر تصريحات أوباما بضرب مواقع عسكرية للنظام على اثر مجزرة الكيماوي تهدف إلى تأديب النظام و ليس اسقاطه. مما أدى الى تنوع الردود و تضارب في المواقف ما بين مؤيد للضربة و معارض لها.
و في الحالتين إن نفذت الضربة أم لم تنفذها لا تملك سوريا بشعبها و جيش النظام و المعارضة الا الاستسلام للقرار النهائي لأمريكا.
لذا أقول :
إلى المعارضين في سوريا:
من يرسل لكم السلاح الامريكي لتقتلوا أبناء سوريا بحجة أنهم تابعين لنظام الأسد... إنها أمريكا بواسطة مندوبيها السعودية و الخليج.
وإلى المؤيدين للنظام في سوريا:
من يرسل لكم السلاح لقتل المعارضة المسلحة تحت ذريعة العصابات المسلحة و الارهابيين و المرتزقة؟... إنها أمريكا بالاتفاق مع شركائها روسيا و الصين و ايران.
وإلى الشعب السوري أقول: من يحرك مجلس الأمن منذ سنتين و نصف و يضع روسيا و الصين في الواجهة لتستخدم حق الفيتو و تستمر التمثيلة عليكم .. .إنها أمريكا؟
من يقف صامتا أماما الدماء السورية منذ سنتين و نصف بدون اي تحرك دولي؟ ..إنها أمريكا.
و بعد أن اسود وجه أمريكا أمام شعوبها و بعد ان قاربت سوريا على الانهيار. نظاما و شعبا و جيشا
قررت التحرك..............
فلماذا اليوم تستغربون من الضربات العسكرية التي لم يتخذ فيها قرارا بعد حتى يتم تأمين البيت النظامي السوري الداخلي نفسه و تهريب من يتعلق بهم من البشر و السلاح و يبقى المدني العاجز أصلا على فرض موقعه في لعبة الشطرنج الدولية بسبب ضعفه و هشاشة موقعه في هذه الرقعة.؟!!!
الم تدركوا يا شعب سوريا بعد أن الشعب السوري هو خارج مصالح لعبة الشطرنج الدولية التي يحرك اللاعبون فيها حجر الشطرنج وفقا لمصالحهم و أهدافهم...و كل الاشارات تؤكد بأنه لم يأتي بعد تحريك الملك و القول له "كش ملك" لأن لعبة تدمير سوريا لم تنتهي بعد؟
و الكل موقع- اراديا او لا ارديا، بوعي او بعدم وعي - على اللعبة بما فيهما النظام و المعارضة على طبخ سوريا لأنه بالأخير النظام و المعارضة لا يشكلون شيئا لتقرير مصير سوريا دوليا و مستقبلا بعيدا عن حسابات المصالح الدولية و سناع القرار .. فقد كان الجميع ضحية هذه اللعبة لكن ذنبهم أنهم قبلوا أن يكونوا جنود لعبة الشطرنج الدولية - للتذرع بهم و بخلافاتهم و عنادهم في ان لا يكون هناك حلا حقيقيا لإنقاذ ما تبقي لسوريا و شعبها- تحركهم القوى الدولية وفقا لمصالحهم حتى أوصلونا بعنادهم و كفرهم بحق الوطن و الشعب الى هذا المصير المأساوي ؟

هل أدركتم ما هو خطأكم الاستراتيجي يا أبناء سوريا المتصارعين على الحكم اليوم؟؟
أم لم تدركوا و لا تريدون أن تدركوا ؟

والمصيبة أن الشعب ما يزال يلحق بطرفه و يمسك به ظنا بانه سيكون له سفينة النجاة من الموت الممنهج الذي يتفنن المجرمون به بحق الشعب السوري، و لم يدركوا هم أيضا بأن كل الأطراف قد باعتهم . و هذه مصيبة الشعب السوري.
في النهاية ما هو مطلوب من كل هذا الضجيج أن يتوقف نزف الدم السوري و يعود المجتمع السوري إلى انسانيته في التعامل مع أخيه في سوريا.
و لم يعد يهم من سيحكم الشعب السوري لقاء توقف دمائه التي تنزف أمام الجميع بلا ردة فعل تنقذه. . لأن الحاكم العربي ليس إلا مندوبا معينا بتوصية غربية و هذا يعني بأنه سيظل مرهونا بحسابات الغرب و ضمان استمرار مصالحهم وفقا لهذا المندوب العربي في منطقتنا التي يعتقدون أنهم ملكهم.
هذه هي الحقيقة التي لا يريد الكثير تصديقها.

مع التحيات
رنا خطيب
4/9/2013