بقلم رنا خطيب

هل نفذ صبر اسرائيل بتفاقم الأزمة السورية الدموية و توسعها لتشمل نطاقات خارج الأراضي السورية؟
هل هذه الاعتداءات الاسرائيلية على دمشق هي بداية لاشعال فتيل الحرب العالمية الثالثة؟
و هل هي مستعدة فعلا لمواجهة هذه الحرب و خاصة أن أمريكا تنأى بنفسها عن دعم الحروب اليوم في منطقة الشرق الأوسط بسبب انغماسها في أزمتها المالية الخانقة،و ما سيصدر عن اشعال فتيل الحرب من اشعال لجبهات متعدةة ..جبهة سورية و لبنان و فلسطين و ايران؟
أم هناك اتفاقات من تحت الطاولة لافتعال هذا الهجوم لتستمر عملية تطهير سورية من الارهاب ؟
و إن كان هدفها اسقاط النظام لماذا لم تضرب على المواقع التي يتواجد فيها الرئيس السوري و أتباعه و قامت بضرب المواقع التي توجد فيها الأسلحة؟
و ماذا عن ردة فعل المعارضة المسلحة التي أظهرت شماتتها بتدخل اسرائيل و اعتباره نصرة من الله؟.
و لماذا لم تمنع روسيا التي منعت سابقا باستخدام الفيتو لعدة مرات التدخل العسكري في شؤون سوريا هذا التدخل الخارجي السافر على الأراضي السورية؟
و هل يطلب من القيادة السورية في هذه المرحلة الحرجة ضبط النفس مع اسرائيل كما عودتنا دائما و تكتفي بعبارات الاستنكار و الوعيد أم سيكون هناك ردة فعل عسكرية ضد اسرائيل و هذا ما تريده ، ردة فعل يعقبها رد فعل اسرائيلي تستخدم فيه الأسلحة المحظورة و منها الكيماوي و تلزقها بالنظام السوري فيصبح ذريعة التدخل واجبة من قبل الناتو و أوربا و مرتزقينهم من العرب ؟
و غيرها من الأسئلة التي يمكن للحدث انتاجها نتيجة غموض اللعبة السياسية في سورية التي بات أكبر المفكرين و السياسيين عاجزين عن معرفة حقيقتها؟

هز انفجار دمشق العاصمة فجر اليوم بتاريخ 5 /5/2013 من خلال شن الكيان الصهيوني ضربات صاروخية على جبل قاسيون و ضرب مواقع عسكرية فيها أسلحة و مواقع جوية التي حولها، و ضرب موقع البحوث العلمية في ريف دمشق.. و قد حصل هذا الانفجار ليلا كي يضيع تحديد الوسيلة فيها، فهل هي ضربات من طائرة اسرائيلية فوق جبل قاسيون أم أنه صاروخ من اسرائيل ام ماذا؟ و قد اسفر هذا التفجير عن مالا يقل عن 300 قتيل أكثرهم من ضباط و جنود من الجيش النظامي.و قد تم تصوير هذا الحدث الجلل في لحظتها سابقين بها الإعلام السوري فمن هذا الذي يعلم بحدوث مثل هذا الانفجار مسبقا كي يكون جاهزا في تلك الأثناء ثم يتم تسريبه في يتيوب؟

لا شك أن الحدود السورية أصبحت مكشوفة، و أنا السيادة الوطنية السورية أصبحت منتهكة بعد أن تحولت سورية الى ملعب سياسي تديره مافيات السياسات العالمية من ايران و روسيا و أمريكا بيدها صناعة القرار و الحسم على الأراضي السورية.

إن هذا الانفجار المدوي على جبل قاسيون الشام يمكن أن ينظر له من عدة زوايا و هي كلها محتملة و قابلة للنقاش.
فمن جهة استطاع هذا الحدث أن يحرك غضب الكثير من الشعوب حول هجمات العدو الصهيوني على أراضي سورية و ينسى اشتعال الجبهة الداخلية في سورية مما يعطي للنظام دعما دولياجديدا لتحول أنظار العالم عنه و عما يفعله بسورية لمكافحة الارهاب و بذلك يستمرار العنف العسكري ضد المدنيين حتى اشعار أخر.
و من جهة أخرى: يزعم هذا العمل القذر الذي لا يرضى فيه أي وطني أو عروبي مهما كانت معارضته للنظام السوري أن يرفضه جملة و تفصيلا ..يزعم بأنه يخدم مصلحة المعارضة المسلحة التي أعلنت شماتتها و كأن ما يحصل لأرض سورية شأنا لا يعنيها و هي اليوم ثاثرة لأخذ الحكم من النظام السوري عنوة، و مثل هذه الأفعال اللامسؤولة تثبت مزاعم النظام و الشعب الملتف حوله بأن المعارضة لا تملك حسا وطنيا و لا انتماءا لوطن و أن كل ما تريده هو الحكم على حساب تسليم سوريا؟
فهل تدرك المعارضة المسلحة بأن تكرار الاعتداءات الإسرائيلية على سورية لضرب كل المواقع العسكرية الحساسة هو ضرب لعمق سورية و اظهارها بمشهد الضعيف الهش، و الذي باتت حدودها مكشوفة على العالم كله و مخترقة و بلد مدمرة و اقتصاد مفلس و فوضى عارمة؟
ماذا سيرثون من سورية؟ و كيف ستكون شكل الحكومات القادمة؟ هل سنكرر مشهد ليبيا و مصر بتولي الحكم حكومات منبطحة علنا لاسرائيل و هشة و ضعيفة؟.
و من جهة أخرى: هناك من المعارضين من يؤول الحدث على أنه ليس الا تمثيلية يراد بها تطويق المعارضة المسلحة بما فيها جبهة النصرة في سورية، و لزق التهمة بها كونها بنظر النظام السوري متعاونة مع العدو الاسرائيلي الذي يعتقد بان تفجير الأسلحة تصب في مصلحة الجيش الحر الذي أظهر شماتته بهذا الخبر الجلل، و بذلك تستمر عمليات تطهير الارهاب جارفة معها أرواح السوريين المدنيين حتى اشعار آخر؟ و من الملاحظ عند متابعة الاعلام السوري المحلي و تدفق المتطوعين من المفكرين السياسيين لتحليل الحدث يرى بأن معظم الادانات كانت بحق جبهة النصرة و كأن الذي ضرب هو جبهة النصرة و ليس اسرائيل، و التي يعتبرها المعارضون شماعة يعلق عليها النظام السوري أخطائه و عنفه المستمر في سورية.
و من جهة أخرى : يحصر المعارضون المسلحون هذه الانفجارات المتكررة في سورية بزعمها الوهمي على انها تقودها القيادة المشتركة في سوريا و المكونة من ايران و روسيا و القيادة السورية و أنها تضحي بالمؤيدين لها و عناصر أمنها لكي تقنع العالم بأن الارهاب طال حتى عمق المؤسسة العسكرية التابعة للنظام لذلك يجب ان يدينه العالم و يقف وقفة واحدة ضده للقضاء عليه .
و أخيرا، أعتبر البعض أن هذا الاعتداء السافر على سورية هو بمثابة انذار للنظام الذي تزعم اسرائيل بانه يسرب الأسلحة المحظورة الى حزب الله.
و مهما كان التاؤيل لهذا الحدث.. فكل سوري وطني و كل عروبي يرفض أن يكون للكيان الجرثومي الاسرائيلي تدخلا على أرض سورية ، و لو كان للوعي الوطني السوري محلا اليوم بين المتصارعين المعندين من المعارضة و النظام على حكم سورية لاستفادوا من هذه الفرصة و وحدوا صفوف الجبهة ضد هذا العدو المستهتر بسورية بعد أن أرهقت هذه الأزمة الجيش العربي السوري و استنزفت اقتصادها و افقرت شعبها و دمرت سورية...

اثبتوا يا أبناء سورية المتصارعين على الحكم بان مصلحة الوطن فوق مصالحكم الخاصة كما أثبتم بانكم شعب شجاع لا يقهر و أن بسواعدكم السمراء و الخضراء ستسطرون أروع البطولات لكن هذا يحتاج الى توحدكم..

مع الشكر
رنا خطيب
6/5/2013