الخميس، 22 أغسطس 2013

قطر، راعي الحركات الإسلامية السياسية ، الحليف الأكبر لأمريكا

tar, Sponsor of Islamist Political Movements, Major Ally of America
قطر، راعي الحركات الإسلامية السياسية ، الحليف الأكبر لأمريكا

للكاتب: Nicola Nasser
المترجمة: رنا خطيب





في الخطاب الإفتتاحي الذي ألقي في 21-يناير/كانون الثاني أدلى رئيس الولايات المتحدة بارك أوباما تصريحا تاريخيا بأن" عصر الحرب أنتهى" و صرح بعزم بلاده "باظهار الشجاعة في محاولة لحل الخلافات مع الأمم الأخرى بالوسائل السلمية". لكن رسالته هذه ستبقى كلمات ما دامت لم تدخل حيز الأفعال بعد، و ما دامت لم تنفذ من قبل بعض أحلاف الولايات المتحدة المقربين في الشرق الأوسط، الذين ما يزالوا يطرقون طبول الحرب كما هي اسرائيل ضد إيران، و قطر ضد سورية.

وعلى ضوء مستوى التنسيق و التعاون، منذ أن قامت العلاقات الثنائية الدبلوماسية في عام 1972 بين قطر و الولايات المتحدة الأمريكية، و تركيز القوة العسكرية للولايات المتحدة على هذه الجزيرة الصغيرة يبدو أنّ قطر غير قادرة على التحرك على نحو مستقل، بعيدا أو بالتوازي مع, مسار التصادم بين الخطط الاستراتيجية و الإقليمية للولايات المتحدة.
و وفقا لصفحة الوفائع على الانترنيت التابعة للخارجية الأمريكية تفيد " إن العلاقات الثنائية قوية" ، فكلا البلدان اللذان ينسقان
دبلوماسيا، و يتعاونان بشأن الأمن الأقليمي لديهما وثيقة " ميثاق الدفاع"، و قطر تستضيف مقر القيادة المركزية الأمريكية، و تدعم العمليات العسكرية لحلف الناتو والقوى الأمريكية الإقليمية، و تعتبر قطر أيضا شريكا حيويا في الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لإقامة شبكة الدفاع الصاروخي في منطقة الخليج.و علاوة على ذلك، تستضيف قطر مركز قيادة العمليات الجوية المشترك الأمريكية و ثلاث قواعد عسكرية أمريكية و تدعى: القاعدة العديد الجوية و قاعدة الجيش الأسالية و قاعدة دوحة الجوية الدولية، المزودة تقريبا بحوالي 5000 جندي أمريكي.


لقد تطورت قطر مؤخرا، والتي ترتبط مع الولايات المتحدة بتحالف أكثر حميمية و ثقة، لتكون راعيا رئيسيا للحركات الإسلامية السياسية،حيث تظهر قطر اليوم الراعي الرئيسي للمنظمة الدولية لجماعة الأخوان المسلمين، والتي حسب ماورد، قد تم حلها في عام 1999 لأنها توقفت عن إظهار الأسرة الحاكمة كعدو.
لقد أنشأت قطر/ الأخوان المسلمين زواج المصلحة الحاضنة الطبيعية للإسلاميين الأصوليين المسلحين، و التي قادت أمريكا ضدهم منذ 11 سبتمبر/أيلول 2001 بما يوصف بـ" الحرب العالمية على الإرهاب"

وقد كانت الحرب الحاصلة في الدولة الإفريقية مالي أحدث مثال يظهر كيف تسيران أمريكا و قطر في اتجاهين منفصلين . ففي الوقت الذي كان فيه وزير الدفاع الأمريكي، ليون بانيتا، في لندن "يشيد" بالقيادة الفرنسية للجهود الدولية" في مالي، و التي كانت بلاده ملتزمة معهم بالدعم اللوجستي و النقل و الاستخباراتي، كانت قطر تبدو بأنها تخاطر بعلاقاتها الخاصة مع فرنسا، والتي وصلت إلى ذروتها أثناء الحرب التي قادها حلف الناتو على ليبيا وتفقد ثقتها بحكم الولايات المتحدة و فرنسا.
وفي 15 يناير/كانون الثاني صرح رئيس الوزراء القطري و الوزير الخارجية شيخ حمد بن جاسم آل الثاني للصحفيين بأنه لا يؤمن بأن" القوة سوف تحل المشكلة" وينصح بدلا من ذلك أن "تناقش" هذه المشكلة بين الدول الجوار و الاتحاد الإفريقي و المجلس الأمن( الأمريكي )، و انضمام الداعية المعتمد من الدوحة لجماعة الأخوان المسلمين و رعاتهم القطريين، يوسف القرضاوي- رئيس الاتحاد الدولي لعلماء المسلمين، الذي رفض تأشيرة الدخول الى المملكة المتحدة في عام 2008 و إلى فرنسا السنة الماضية- إلى الدعوة إلى الحوار " المصالحة" و" الحلول السلمية بدلا من "التدخل العسكري". 
وفي مثال أقدم نسبيا، ووفقا لموقع ويكليكس، أعلم الرئيس الصومالي السابق في عام 2009 ، شريف أحمد، دبلوماسيا أمريكيا بأن قطر توجه المساعدات المالية للمجاهدين الشباب التابعين لتنظيم القاعدة، والتي صنفتها في قائمة الإرهاب.
وسورية مثالا آخر ، فجماعة الأخوان المسلمين هي القوة" المقاتلة" البارزة ضد النظام الحاكم و بالتحالف مع مرتكب الأعمال الوحشية للتفجيرات الإرهابية لجبهة النصرة ذات الصلة بتنظيم القاعدة، التي صنفتها الولايات المتحدة في ديسمبر/كانون الثاني الماضي على قائمة المنظمة الإرهابية، بينما جماعة الأخوان المسلمين بقيادة الولايات المتحدة والمعارضة السورية برعاية قطر رفضت علنا قرار الولايات المتحدة. ولا يوجد تفسير لصمت قطر على هذه المسألة إلا أنه دعم لهذا الرفض ضد قرار الولايات المتحدة. 
ومؤخرأ استبدلت قطر سورية كمثال أخر ، التي قد صنفتها الولايات المتحدة في قائمة الدول الراعية للإرهاب منذ عام 1979 كراعية لحماس، والتي نقلت قيادتها من دمشق إلى الدوحة ، ووضعتها الولايات المتحدة في قائمة المجموعة الإرهابية ، و أعترفت علنا بأنها الفرع الفلسطيني التابع للأخوان المسلمين.
ويبدو على قطر من كل هذه الأمثلة بأنها تركز موقعها لتكون مؤهلة لتلعب دور الوسيط بمباركة من الولايات المتحدة في محاولة لتحقيق بواسطة الرفع المالي مالم تستطيع الولايات المتحدة تحقيقه عسكريا، أو يمكن تحقيقه لكن بتكلفة عالية جدا في المال و الأرواح. 

في حالة مالي يتابع الشيخ حمد ، رئيس الورزاء القطري في تسجيل له ليكشف عن نوايه قائلا: " سوف نكون جزء من الحل ،( و لكن) لسنا الوسيط الوحيد". و بالنسبة للوزارة الخارجية القطرية في 16 يناير/كانون الثاني مباركة الولايات المتحدة لا يمكن أن تكون صراحة أكثر من موافقة الرئيس أوباما لفتح مكتب لحركة طالبان الأفغانية في الدوحة " لتسهيل" التفاوض على السلام في أفغانستان"
ومع ذلك فشلت الوساطة القطرية المنفردة قي اليمن، و مثلها منيت بالفشل الوساطة العربية بقيادة قطر في سورية بعد مرور سنتين على الأزمة السورية، وما يزال " إعلان الدوحة " بشأن التوفيق بين الفضائل الفلسطينية إنجازا على ورق، و الوساطة القطرية في أزمة دارفور في السودان لم تحل بعد، و أدان " معظم البارزين لقادات القذافي السابقون الوساطة" القطرية في ليبا وأعتبروها على أنها تدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، و في فيما بعد الربيع العربي فشلت قطر في جهود الوساطة المبكرة بأن تنصب نفسها علنا حاكمة لجماعة الأخوان المسلمينن و مع كل هذه الاخفقات كانت جهود " الوساطة" القطرية ناجحة في خدمة استراتجية حليفها الأمريكي.
ومنذ المباركة الأمريكية ختم محلل الاستخبارات لمجموعة صوفان في أخر ديسمبر/كانون الثاني بأن" قطر تواصل إثبات نفسها على أنها الحليف الأساسي للولايات المتحدة .. و غالبا قطر قادرة على تنفيذ الأهداف المشتركة بين قطر و الولايات المتحدة التي لا تستطيع أمريكا تنفيذها أو غير مستعدة لتحمل المسؤولية بذاتها.
في الولاية الأولى لإدارة أوباما، و تحت ضغط " التقشف المالي" باركت التمويل القطري للإسلاميين المسلحين ضد القذافي في ليبيا، وأغضت الطرف عن شحنة قطر للترسانة العسكرية للقذافي إلى السوريين و إلى إلإسلاميين غير السوريين الذين يقاتلون ضد النظام السوري، و"تفهم" زيارة الأمير القطري إلى غزة اكتوبر/ تشرين أول الماضي على أنها
" مهمة إنسانية" و مؤخرا وافقت على تزويد مصر المدعومة من قطر و الأخوان المسلمين بـ 20- 16 أف طائرة مقاتلة و 200 دبابة آبرمزموديل M1A1.


ويطرح هذا التناقض تساؤلا حول فيما إذا كان هذا تآمرا أمريكيا قطريا مشتركا أم أنه حقا صراع المصالح ، فإدارة أوباما خلال الولاية الثانية يتوجب عليها رسم المسار الذي سيعطي الإجابة الصريحة على هذا التساؤل.
ويبدو في هذه الأيام على أن الدوحة و واشنطن لا تتشاركان الرأي ظاهريا في الحركات الإسلامية والإسلاميين، لكنه على أرض المعركة " الحرب على الإرهاب" يمكن القول بأنه من الصعب التسليم بأن كلا العاصمتين في أداء أدوارهما الحيوية لا ينسقان مع بعضهما و لا يكملان بعضهما البعض. 


و بالإسناذ إلى التجرية التاريخية للمنهج المماثل الديني الإيراني، لكن على أساس الطائفة الشيعية المنافسة، فإنّ هذا الاتصال القطري" للإسلام السنة" سوف يغذي حتما الاستقطاب الطائفي ، و اللاستقرار الإقليمي و العنف و الحروب الأهلية في المنطقة.
ونظرا لتحالف الولايات المتحدة و قطر، فإن هذا الاتصال" الإسلامي القطري" يهدد الولايات المتحدة بتوريطها مزيد من الصراعات الإقليمية، أو على الأقل تحمّل الولايات المتحدة المسؤولة عن الصراعات الناجمة عن ذلك ، و الحفاظ على معادة أمريكية اقليمية متعمقة الجذور، والتي أصبحت بدورها الحاضنة الأخرى للتطرف والأرهاب الذي تفاقم من جراء عفد الحرب الماضية ، الذي وعد الرئيس أوباما في خطابه الافتتاجي أن ينهيه.

تقليديا، تبذل قطر التي تقف في قلب العاصفة في منطقة الحليج الجغرافية المتقلبة و الحرجة للغاية، حيث كانت مسرحا للحروب الثلاثة الكبرى خلال العقود الثلاثة الماضية، قصارى جهدها للحفاظ على التوازن الحاسم والضعيف بين قوتين عظمتين تحددان وجودها ألا و هي عقود الوجود الأمريكي العسكري القديم في الخليج و تعاظم النفوذ الإقليمي لإيران.
في عام 1992 وقعت قطر مع الولايات المتحدة اتفاقية دفاعية ثنائية شاملةـ و في عام 2010 وقعت مع ايران اتفاقية الدفاع العسكري، الذي يفسر رغبتها الحميمة لتوثيق علاقاتها مع ايران- ودعمت الحركات الإسلامية المفاومة المعادية لإسرائيل حزب الله في لبنان و حماس في المقاطعات الإسرائيلية المحتلة من إسرائيل وأوضحت أيضا مبررات " شهر عسل" قطر مع سورية حليفة إيران. 

ومع ذلك، و منذ اندلاع الأزمة الدامية السورية قبل عامين، ٌكشفت حقيقية الانفتاح القطري للدول المؤيدة لإيران و القوى ما دون الدولة بالتحديد على أنه ليس إلا مناورة تكتيكية لجذب مثل هاتين القوتين بعيدا عن إيران. ففي حالتي سورية و حزب الله أدى فشل التكتيك إلى شروع قطر إلى تصعيد مسار التصادم مع كلا سورية وإيران،التي تدعمهما روسيا و الصين، وهي تقود البلاد نحو منعطف تحول مخالف لسياستها القائمة منذ أمد طويل على الحفاظ على التوازن الإقليمي، إنّه تحول يبدو على قطر غير مدركة للمخاطر التي تهدد وجودها تحت ضغط المصالح الإقليمية و الدولية المتضاربة كما هو مكشوف بشكل دموي في الأزمة السورية .
وأثناء تصاعد الحركات العربية والقومية واسعة النظاق ، والاشتراكيين، والديمقراطيين في العالم العربي في مطلع النصف الثاني من القرن الحادي والعشرين اعتمدت الملكيات العربية الإستبدادية المحافظة جماعة الأخوان المسلمين، وغيرها من الإسلاميين، والايديولوجية السياسية الإسلامية، واستخدمتهم ضد تلك الحركات لتحافظ على وجودهم كحلفاء للولايات المتحدة، والتي بدورها أستخدمت كلاهما و على رأسهما القاعدة في أفغانستان ضد الإتحاد السوفيتي السابق وضد الإيدلوجية الشيوعية لإلحاق الأذى بهم بعد انهيار النظام العالمي الثنائي القطب.
لكن يبدو أن التاريخ يعيد نفسه حيث أن الأنظمة الملكية العربية التي تدعمها الولايات المتحدة، وعلى رأسهم قطر، يلجأون إلى استخدام تكتيتهم القديم لاستغلال الإيدلوجية الإسلامية لتقويض وإجهاض الثورات العربية المعادية للسلطة و الساعية لصالح سيادة القانون، والمجتمع المدني، والمؤسسات الديمقراطية، و العدالة الإجتماعية والإقتصادية في البلدان العربية على هامش قاعدة الولايات المحمية في شبه جزيرة العرب ، لكنهم يبدو أنهم ليسوا مدركين بأنهم يفتحون صندوق باندورا الذي سوف يطلق العنان لردود أفعال عنيفة مقارنة مع ما سيثبته عودة القاعدة إلى الواجهة في الولايات المتحدة كسابقة خطيرة.
كافة الحقوق محفوظة للمترجمة
رنا خطييب

14/2/2013

المصدر: 
http://www.globalresearch.ca/qatar-sponsor-of-islamist-political-movements-major-ally-of-america/5320105
التعديل ا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق