الخميس، 22 أغسطس 2013

يستمر صراع مصالح الكتائب المسلحة في حلب و حلقة جديدة منه:

يستمر صراع مصالح الكتائب المسلحة في حلب و حلقة جديدة منه:

تشتعل الجبهة الداخلية في حلب اليوم لأجل مصالحها الخاصة لكن هذه المرة بين كتائب ثوار سوريا أنفسهم .و لأول مرة و أمام كاميرات الإعلام و بوجود شواهد يكون النظام مع المدنيين شاهدين على هذه الخلافات. 

تستمر كتائب احرار ثوار حلب بتطهير نفسها عن طريق التصارع و الاقتال على مصالحها.و الذي أدى هذا التصارع الى الاشتباك و القتال و سقوط ضحايا بين الطرفين و السبب : هو مصلحة الفصيل الواحد في حلب

في مشهد مثير للسخرية اشتعلت جبهة كتيبة " غرباء الشام"- و هي فصيل مقاتل مستقل في سوريا و لا علاقة له لا بمجلس عسكري و لا ائتلاف وطني و لا أية معارضة و اميرهم المطاع حسن الجزرة والذي تترواح الشائعات عنه ما بين اختفائه و اعتقاله آخيرا، و حسب ادعاء الناطق الرسمي بكتيبة غرباء الشام فهي تشكل 20% من الجيش الحر و تسيطر وفقا لتصريحها على خمس مناطق من حلب: حلب القديمة بجانب قصر العدل و الانذارات و حي الصاخور و بستان القصر و هنانو - مع الهيئة الشرعبة بحلب التابعة للجيش الحر، و الناطق عنها أبو عكرحيث وجهت الهيئة الشرعية بحلب لهم بعد غفوة نوم طويلة عما يحصل لحلب النازفة تهمة سرقات و خطف و تجاوزات بحق المدنيين فقامت الكتيبة بالرد وحدثت اشتباكات أدى الى قتل بعض منهم. و قد دعتهم قناة سورية معارضة في حلقة لتستفهم الأمر منهم فكان شيئا مخزيا.. بدأوا يكيلون لبعض بالاتهامات وصلت الى حد التهديد ، فغرباء الشام اتهمت الهيئة الشرعية باسقاط قذائف هاون و قتل امراتان مؤخرا و تعذيب أناس يقال عنهم شبيحة و أيضا اسقاط قذائف أربيجه في حي الانذارات التي تسيطر عليها كتيبة "غرباء الشام " و الهيئة الشريعة بحلب تتهمهم بأعمال السرقة و الخطف و تفكيك بعض معامل حلب و إرسالها إلى تركيا بالإضافة إلى اعتقال صحفيين لأنهم أخذوا صورة أثناء اشتعال الاشتباك.و قد استضافت المذيعة هذا الصحفي و روا لنا ما يحدث في السجون.. حيث تم سجنه يومين بدون طعام و لا شراب و حتى منعوه من الصلاة- انتبهوا- هدول جماعة الله أكبر- فقارب على الهلاك نقوله الى مشفى على حدود تركيا و من هناك تم تهريبه منهم.
و أثناء استجواب المذيعة لهم تم الافصاح على أن الهيئة الشرعية بحلب قد اصابت للكتيبة رجل اسعاف لهم بالرصاص و تم اعتقال ابن عمهم فتقرر كردة فعل من كتائب غرباء الشام بالدر باصدار بيان : يطلب فيه سحب كل قوات غرباء الشام من سوريا لمقاتلة الهيئة الشرعية .. و الحجة عندهم هم الدفاع عن أنفسهم.
طبعا الدود منه و فيه سيأكل بعضه بعضا و مثل هذا الاشتباكات بدا يشغل الجبهة داخل حلب بسبب فسادهم الذي يأمرهم بسرقة الناس و تعذيبهم و اختطافهم لأخذ الفدية و نسوا أنهم تشكلوا لمحاربة الجيش النظامي على حد قولهم.. مثل هؤلاء هم اشد نقمة على الحر من النظامي..لأن بافعالهم التي بدا الناس تضوج منها أساؤوا للثورة و لسمعتها و جعلوا المعارض منهم يعيد تأييده للنظام و يترحم عليه .. و الجيش الحر مشغول في الجبهات و تارك المجرمين يتصرفون باسمهم بدون محاسبة.
و الهيئة الشرعية التي تنتمي للحر متهمة ايضا بتسترها على بعض الكتائب الأخرى التي تسرق و تعتقل و تخطف و الناس في حلب ضاقت زرعا من رئيس لواء كتائب أحرار حلب الذي يدعي الأمانة و هو من أشرف على سرقة معامل حلب... لكن الظاهر أرادت الهيئة الشرعية أن تخطف اللحظة و تغطي عن الباقي باخراج بيانا يتم فيه تفتيش المدينة الصناعية في الشيج نجار و طلب من اصحاب المعامل المتضررين الابلاغ عن أي تعدي بحقهم.

المأساة التي تنتظر الشعب السوري و الحلبي خاصة لو انتصروا هؤلاء و زحفوا الى باقي المناطق كيف سيكون حال الناس؟؟
الموضوع في غاية الخطورة عندما تسمع كل رئيس كتيبة أو ناطق عنها بأن الامير فلان صاحب كتيبة فلان بن فلان و يكنونها باسماء الرسول و خلفائه لتشويه صورتهم يتشكلون لوحدهم و يشكلون لهذه الكتيبة أمن و شرطة و قضاء مستقل يحكم منطقة معينة و ما يتبع لهذا الحكم من تبعية هذه المنطقة لهم و اقصاء اقصى العقوبات لمن لا يخضع لهم من المدنيين .. و تخيل أن يحكمك أنت السوري المثقف الواعي رعاع لا يجيدون فك الحرف كونوا ثروة من السرقات و اصبحوا لديهم معامل و مدارس و مستشفيات و وزارات كيف ستكون الدارة و الانتاج فيهم؟!!

ما شكل القضاء عندهم و لأي قانون و دستور يحتكم و ما هي مرجعيته؟ فعندما سألت المذيعة كتيبة غرباء الشام: هل تقبلون الاحتكام للقضاء الموحد قال لها بأننا لدينا قضاء و شرفاء لكن لما ألحت المذيعة في السؤال قال لها نعم مستعدين .. نفس السؤال طرحته للهيئة الشرعية بحلب الاحتكام للقضاء الموحد لف و دار في الحديث و قال لها نفس الجواب لدينا قضاء و هو من سيفصل و سنقدم أدلة على اتهاماتنا و رفض أن يذعن للقضاء الموحد..
موقف الدولة من هكذا متصارعين التفرج عليهم دون التدخل و هذا يأتي لصالحهم .
و موقف الناس من هكذا كتائب الدعاء عليهم و على اليوم الذي خرجوا فيه من الظلام الذي كان ينظمهم.
و الضحية الوحيدة في هذه الثورة هو الشعب..

هذا ما أنتجه الربيع العربي الاسود للشعوب العربية التي خرجت من أمنها تريد أن تسترد حقها من الحاكم الواحد الديكتاتور فوقعت آسيرة لدكيتاتوريات متنوعة قوامها الجهل و الجوع و الحرمان و الرغبة في الانتقام.
ديكتاتوريات جديدة قائمة على حكم الأمير الذي يظهر للناس باسماء مستعارة لا نعرف كيف يتم انتخابه و متى؟ لا نعرف من يموله؟ لا نعرف من سيحاكمه عند التجاوز؟
السؤال للسوريين:
متى دخلت علينا تسمية أمير و كيف قبل على نفسه أن يقع عبدا له؟؟ أليست ثورته ضد استبداد الحاكم ؟ فكيف رضي أن يكون عبدا صاغرا لامير مجهول الهوية. و ما يثير خوفنا أيضا هو تلك الفصائل التي تتكون كل كام يوم تقول انها مستقلة و لا تنتمي للمجلس العسكري و بنفس الوقت تعمل باسمه كيف سيتم السيطرة عليها و هي أخذة بالتوسع؟
كيف يقبل على نفسه الجيش الحر ان يلوث اسمه كتائب تعمل بدون ضوابط و تشوه مسار الثورة دون أن تتدخل و توقف طغيانهم؟

هذا ما كنا نخاف منه.. لسنا ضد الثورة الشريفة التي ترمي للتغيير و التغيير لا يكون بالسلاح فقط -قد تكون هناك وسائل أخرى للتغيير- لكن خوفنا كان من ظهور ما هب و دب يحكم باسم السلاح و القوة العمياء و هو جاهل لا يعرف ما معنى دين و لا وطن و لا انتماء . و هذا ما وقع به الشعب السوري.
و السؤال المؤلم الذي يطرح نفسه بشكل يومي:
إلى أين تسير سوريا و شعبها اليوم ؟

مع الشكر
رنا خطيب


16/5/2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق