خاطرة:
غضب صامت
قال: منذ متى أصبح في بيتنا هذه الحديقة العابقة بأريج الورود الجميلة و الملونة!!
قالت: منذ أن بدأت اشعر بأننا كيانين منفصلين لا يلتقيا إلا عندما يأذن لك الانغماس في العمل للذهاب إلى ذلك اللقاء.
قال: هذا الشعور الذي يرافقك ليس إلا من صنع خيالك الجامح .
قالت: لا تضحكني ..فأنت تفاجئت بهذه الحديقة و هي في منزلنا .
قال: لماذا تبتعدين عن شاطئي و تعيشين في ظل الوحدة .
قالت: وجدت بعضا من الهدوء بعيدا عن صخب أعمالك التي لا تنتهي.
قال: و هل يزعجك نجاحي و أنا أبني حصونا منعية لقلعتنا تتصدى لرياح الزمان؟
قالت : و هل تعتقد أن بناء جدار القلعة كافيا للتصدي لرياح الزمان؟
قال:أن ابني قلعة قوية بكل مكوناتها .
قالت: تبني جدرانا تحيط بباحة البيت الخلفية وتغرق في ظلال البيت
قال: ما زلت تملكين عقل طفلة لا يستوعب إلا المطهر الخارجي لبنائي؟
قالت: و هذه هي مشكلة الرؤية عندك لا تستوعب إلا نفسك و طموحها ؟
قال:محبة النفس شيء جميل و وضعها فيما يليق بها هو الأجمل.
قالت :إذا دعني مع ورودي ألوذ بهمسهن علّني أنسى بعضا مما يعتري الصدر من أشواك الشجون.
قال :كلا لن أتركك ..لدي بعض الوقت لأستمع إليك.
قالت:سأقطع عليك طريق أن تكفّر عن ذنبك بإطلاق سراحي كسجين لأتنفس و أطلعك على بعض هذه الشجون.
قال: لقد أصبحت قاسية.
قالت : شح المطر أضنى كرم التحنان، و ندرة المزن أجدبت بساتين القلب
قال: إذا أنا رجل مخدوع بمشاعر أنثى دافئة.
قالت :بل مخدوع بأوهام ذاتك و خانة اسمك .
قال:ليس لدي وقتا لأسمع روايات.
قالت:إذا .. دعني فقط أعبر عن غضبي بالصمت.
رنا خطيب
4/5/2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق