الخميس، 3 مايو 2012

أدب : لا عذر لك بعد اليوم

خاطرة:




لا عذر لك بعد اليوم

قضيت العمر أبحر في مركب واهن
أنتظر نور اللقاء بعد رحلة العذاب ،أعاني بصمت حزين
من سطوة موجك الهائج في ساحات الغياب
على جزيرة قلبي الغنّاء ،أقاوم ذبذبات تردد شوق
يئنّ تحت رماد مشتعل ،يغيب بحرارة دفئه كغياب الشمس في موسم الشتاء البارد ،يفيض الدمع من عيون قلبي فيصب في محيط نفسي ،يختلط ملح الدمع مع مرارة الفقد ،تتحرك سحابة الحزن عندي ،يزأر رعدها
فتمطر بغزارة سيولا من القهر و الوجع .
/
\

لكنك يا نديم القلب
عن نوازع مشاعري غائب ،
في موج الحياة و صخبها غارق .
تختبئ وراء أحجية الأفكار
تبحث عن مجد يحاكي القمم
على صفحات ماء جار.
/
\

إلى متى يا حبيب القلب
ستظل مسافرا في حزنك و فرحك عني ن
تقسو علي بصمتك و بعدك .
كيف لقلبي يحتوي نبضك و مفرداتك
وطيفك يحلق في عالم آخر .

عجبا...
هل كنت سارحة عندما أحببتك !!
بل عشقتك!!
غرقت هياما في تفاصيل لوحة تفنن الخالق برسمها ،
كانت بزخرف ألوانها تسر الناظرين اليها .
لا أريد أن أتمتع بألوانك الظاهرية
بل بشمس وجودك الدافئة
تشرق على حدائق نفسي من جديد
تنبت فيها أزهار الياسمين و الجوري و الرياحين .
/
\

آه من طيفك المسافر
كم عشقت بريقه عندما كان يرافقني
في رحلتي الأسطورية نحو جزيرة الحب ،
لكنه الآن أصبح شاحبا رماديا
ينثر شذرات من غبار الرماد
رمادا صنعته الأقدار في قلبه المحترق
من نيران الحرمان و جلد الذات .
/
\

ناديتك بقلبي
تتبعتك بخطوات حبي
حضنتك بخيالي
سرحت معك إلى أعالي الجبال
تقت إلى عناقك و السكن على أتون أنفاسك
أدماني شوكك و أنا أحاول أن أقتلعه من صحراء نفسك .

لكن لا استجابة إلا بمزيد من الصمت و البعد
فعذرا يا متعة الفؤاد إن عاتبتك بصمت
و همست لك: لا عذر لك بعد اليوم
فالطوفان أغرقنا و أنت في لجة الصمت تنعم .


مع التحيات
رنا خطيب


24/7/2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق