مقال سياسي:
احتكموا إلى صوت العقل يا أبناء سورية العربية
أنا مع الحرية عندما ترتبط بالوعي و المسؤولية..
أنا مع إسقاط النظام عندما يكون كل من يعمل به فاسدا و لم يعد صالحا لقيادة المرحلة الجديدة التي تتسم بصوت الشعوب و إرادته .. و لا نستثني الشعب أيضا ...... لكن هذا بشرط أن نجد البديل السريع له ، و ليس أن نبقي البلاد فارغة سياسيا كي تلعب بها مصالح المعتدين .
أنا مع التغيير عندما يبدأ التغيير من أنفسنا لكي نكون قادرين على محاسبة غيرنا .
أنا مع وحدة الصوت العربي عندما يتحد ، و يضع هدفا واحدا يمشي عليه.
لكن أنا لست مع الدم الذي يراق في الشوارع العربية ، و خصوصا بلدي سورية و هم من أفراد سورية سواء كانوا شعبا أم جيشا أم أمنا..
و أنا لست مع هذه المظاهرات التي لا تعتبر سلوكا إسلاميا ، و لا تعبر عن حركية الفعل ، و التي أصبحت ساحة للانتحار..أنت تخرج لأجل المناداة من أجل الحرية.. و الحرية لا تكون بالصوت، بل الحرية الحقيقية هي أكثر الأفعال الإنسانية قيدا لأنها مرتبطة بوعي و ضمير هذا الإنسان ..ولا يمكن أن تكون الحرية في تجاوز القوانين التي تحمي الوطن من عبث العابثين ، ولا أن تكون انفلاتا في التعبير كالشتم و القذف و التكفير.. ولا أن تكون بحرق و تخريب و تدمير البلد لأسقط فردا ؟ الحرية هي أن تدرك أن حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين . و ما يحدث على أرض الوطن من تدمير و حرق و قتل لا يمكن أن يكون حرية..فإذا لماذا تخرج أيها المواطن السوري..هل لتقتل أم لكي تقتل؟
صراحة الثورة السورية ابتعدت عن نهج الثورات السلمية في تونس و مصر.. وما يحدث الآن على مسرح سورية مشهدا دراميا مأساويا سيدفع السوريون ، و ربما من حولهم الفاتورة من أمنهم و دمائهم و تدهور أوضاعهم المعيشية ..
ولعل المتابع الشريف يعي انفضاح أمر قنوات الجزيرة و العربية .. و انفضاح أمر دعاة حقوق الإنسان التي تدعمهم أمريكا.. وانفضاح تورط الحريري في لبنان والأخوان المسلمين المعارضين بأحداث المؤامرة على سورية ، بالإضافة إلى المعارضة الخارجية بقيادة خدام. و لا ننكر بعض المعارضين الداخليين الذين أرادوا أن يثوروا لأجل أبرياء السجن السياسي.. و أيضا لعلكم عرفتم من يبيع صوته لأجل حفنة مال. إذا المشهد في سورية يسير إلى اختلاط جميع الأصوات مع بعضها و ضياع الأهداف النبيلة التي لأجلها قامت الثورات البيضاء في تونس و مصر.
وليسأل نفسه كل من ينتظر سقوط سورية إن المدن الرئيسية دمشق و حلب لم تقم .. بل أكثرهم من الأرياف و المناطق التي تسكن فيها العشائر..حيث ينتشر الجهل و الفقر و الثأر.. فبماذا تفسرون هذا؟؟ أترك هذا لذكائكم .
والآن نحن السوريون ما بين مطرقة النظام المقاوم و سندان أمريكا و عملائها الذين يسيل لعابهم على سقوط سورية ..فإلى ماذا سيؤول إليه حال الشعب السوري؟
لا نريد فتنة على أرضنا ... و لا نريد تكرار أحداث أخوان المسلمين .. و لا نريد للتدخل الأجنبي أن يطأ أرضنا كما فعل في العراق و يفعل الآن في ليبيا.. و لا نريد المزيد من الاعتقالات ، و لا نريد لأبناء الوطن العربي الواحد أن يقوم ضد بعده ما بين أمن و جيش و شعب.. و لا نريد للمخربين أن يستغلوا هذا الوضع لكي يفجروا النيران ضد الشعب و الجيش .. و رغم أن الإصلاحات مستمرة لكن الدم السوري ينزف و الكل سيدفع فاتورة نزفه إن استمر هذا الوضع ..
حتى الشعب لم يعد يقصر إن أتيح له قتل رجل من أمن أو جيش فهو يفعل بعضهم هذا..فمن الخاسر؟
من أعطى الفتوى للشعب أن يبيح دم مواطن سوري من الأمن أو الجيش؟ أو من أعطى فتوى للأمن أن يبيح دم أخيه من الشعب.. القاتل و المقتول في هذه الحالة في النار..
أتحدى الجميع أن يأتيني أحدا يقول لي أن الله جلى جلاله أجاز قتل أبناء الوطن الواحد بفرض اعتبارهم عدو الله..ربنا حدد طريق التعامل مع الطاغية و هذا موجود في حوار الله تعالى مع موسى و أخيه هارون عليه السلام عندما قال لهما : " اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى .. فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى " . و كذلك الرسول عليه الصلاة و السلام حدد كيف نتعامل مع الظالم..عندما قال: انصر أخاك ظالما أو مظلوما.. و الظالم يكون برده عن ظلمه..
هذا كلام الله تعالى فهل من معترض؟؟
لذلك أرجو ممن كل من يحرض على الفتنة في سورية،و خصوصا من بعض أبناء العرب الذين تعودنا منهم على التأمر على سورية و شعبها ، أن يبتعدوا عن الحديث العاطفي التابع لأيدلوجية شخصية خاصة ، أو إعلامية محرضة ، أو مدفوعا بتخطيط ممن ينظمونه أو حتى من أفراد شعبي الذي يندفعون لهذا التحريض و الذي لا يعي أنه أمام بركان و حوض من الدم سينفجر في حال تم إتباع من يستغفله و يحرضه ليقتل في ساحات سورية المجيدة بغض النظر من يقتله؟
أتابع كل المقالات العربية بالشأن السوري و أتابع الحوارات العقيمة داخل صناديق مغلقة اسمها المنتديات ، لكن للأسف لا أرى نظرة موضوعية أو واقعية إلا من القلة جدا فيما يتعلق بتشخيص الواقع ..أما الباقي فهو يعتمد على انفعاله و عاطفته الآنية في كتابة مقاله أو توجيه حواره .. و هذا خطأ.
والأبشع من ذلك أن يقيم بعضهم في بلاد يغتصبها حاكمهم و يتحكم في أنفاسهم لكن لا أحد يتطرق لشؤون بلدهم..لكن الكل يتطفل للتدخل بشأنكم يا شعبي العظيم .. والحق ليس عليهم لكن لمن سمح لهم من التدخل.. سيقولون هذا ليس صحيحا و نحن نسعى لحرية الشعب السوري..أقول لهم هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.. تعالوا على أرض الواقع شاركونا الرؤية و الحدث.. شاركونا الوجع و الألم..لا نريد ثرثرة كلامية لا تثمن عن جوع..يكفي ما كشفته الثورات من واقع عاري يعيشه المواطن العربي و قد كان أكثر العراة هم الكثير من المثقفين الذي غاب دورهم تماما في قيادة المشهد السياسي المشتعل الحالي إلا من رحمهم ربي و للأسف قوبلوا بالاتهامات التي يرددها العملاء عندما يعمل أحدا ضدهم.. فلا غريب أن تسمي إسرائيل مقاومات جهاد و حماس و حزب الله بالمقاومات الإرهابية التي تهدد أمن إسرائيل لذلك تتصدى لها دول الغرب للدفاع عن الشعب المنكوب.. و هذ ما يحصده القلم العاقل من اتهامات في سمعته و تعريضه للخيانة لانه لا يتفق مع همجيتهم في كتابة رأيا غير مسؤول و لا يحمل وعيا يشمل الحدث من كل جوانبه .
أرجو من الجميع أن يستخدم عقله في إدارة الأحداث القادمة في سورية و كل بلد عربي تجتاحه الفوضى الآن..
أمريكا تريد اسقطا الحكام بيد شعوبها ، و هذا أقصى ما تفكر به الشعوب العربية المنفجرة الآن ..لكن بعد الإسقاط هل خططت الشعوب للمرحلة الجيدة؟ و غالبا الإجابة ..لا..لأنها أكثرهم ثاروا نتيجة وصول الأزمة إلى ذروتها في لحظتها.. إذا ستبقى الشعوب في فوضى و فراغ أمني و سياسي كبيران و هنا سيأتي دور أمريكا..الأم الحنون للشعوب لترعى شعوبنا العربية... و قد عرفنا تاريخها الدموي في تعاملها مع شعوب تحتلها في عمقها كيف أدخلت الدمار إلى البلاد تحت شعار الديمقراطية و الحرية .. و لنا في العراق الجريح مثالا و في ليبيا النازفة أيضا مثالا أخرا . .
مخطئا من يقول أن الشعب هو من سيحكم..لأن ليست كل الشعوب مؤهلة للحكم .فهناك الفاسد ، و هناك المنحل خلقيا ، و هناك تجار المخدرات و الأفيون ، و هناك أهل المجون ، و هناك السذج ، و هناك الذي لا يهمه إلا مصلحته. و مصلحة الوطن أكبر من مصلحة أفراد و من سيقودها يجب أن يكون أهلا تتشرف بهم الأوطان.
مخطئا من يقول أن الحاكم هو الفاسد لوحده ..إذا أين غطوا الطرف عن القضاة المرتشية التي تبيع قسمها لأجل المال.. و أين غطوا الطرف عن أساتذة الجامعة التي تبيع ضميرها المهني لأجل المال.. و أين غطوا الطرف عن الطبيب الذي يقتل مريضه نتيجة إهماله لأجل المال ..و أين غطوا عن الإعلامي الذي يستخدم الإعلام لإشاعة الكذب و الفرقة .. و أين غطوا عن العاملين في الدولة التي لا تدير معاملة إلا برشوة.. بل أين غطوا الطرف عن الرجل الذي يقهر المرأة في البيوت ..و ملايين النساء تصرخ من ظلم الرجل لها و أين و أين و أين.. إذا التغيير يبدأ من أنفسنا ثم من حولنا ..كي لا يطبق علينا قول الله تعالى " يقولون ما لا يفعلون "
ومخطئا من يعتقد أن استغلال السذج البسطاء لكي يخرجوا إلى موتهم هو عمل شريف و إنساني و ثوري .بل هو قمة النذالة..فهو يغرر به ليدفعه إما للموت أو أن يقتل.. و الفتنة أشد من القتل و قد نبهنا منها الله العزيز الحكيم.
نحتاج إلى عقل يقرأ و يدرك و يحلل و يعطي رأيا أو يشارك في موقفا.. الأمور اختلطت ببعضها و لم تعد الحقيقية في متناول الأيدي..
تم سقوط الحاكم عند بعضهم ، لكن لم تسقط العقول العربية التي كانت أسيرة معتقلات الاستبداد و الظلم و الحرمان..نحتاج في هذه المرحلة إلى ثورة تعيد نبض العقل الفاعل الذي تم إيقافه منذ زمن طويل.. و المرحلة المتغيرة الجديدة القادمة لن تنجح ببقاء هذه العقول المغتصبة قديما هي الأدوات الفاعلة لمرحلة التغيير..
مع التحيات
رنا خطيب
26/4/2011
أنا مع الحرية عندما ترتبط بالوعي و المسؤولية..
أنا مع إسقاط النظام عندما يكون كل من يعمل به فاسدا و لم يعد صالحا لقيادة المرحلة الجديدة التي تتسم بصوت الشعوب و إرادته .. و لا نستثني الشعب أيضا ...... لكن هذا بشرط أن نجد البديل السريع له ، و ليس أن نبقي البلاد فارغة سياسيا كي تلعب بها مصالح المعتدين .
أنا مع التغيير عندما يبدأ التغيير من أنفسنا لكي نكون قادرين على محاسبة غيرنا .
أنا مع وحدة الصوت العربي عندما يتحد ، و يضع هدفا واحدا يمشي عليه.
لكن أنا لست مع الدم الذي يراق في الشوارع العربية ، و خصوصا بلدي سورية و هم من أفراد سورية سواء كانوا شعبا أم جيشا أم أمنا..
و أنا لست مع هذه المظاهرات التي لا تعتبر سلوكا إسلاميا ، و لا تعبر عن حركية الفعل ، و التي أصبحت ساحة للانتحار..أنت تخرج لأجل المناداة من أجل الحرية.. و الحرية لا تكون بالصوت، بل الحرية الحقيقية هي أكثر الأفعال الإنسانية قيدا لأنها مرتبطة بوعي و ضمير هذا الإنسان ..ولا يمكن أن تكون الحرية في تجاوز القوانين التي تحمي الوطن من عبث العابثين ، ولا أن تكون انفلاتا في التعبير كالشتم و القذف و التكفير.. ولا أن تكون بحرق و تخريب و تدمير البلد لأسقط فردا ؟ الحرية هي أن تدرك أن حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين . و ما يحدث على أرض الوطن من تدمير و حرق و قتل لا يمكن أن يكون حرية..فإذا لماذا تخرج أيها المواطن السوري..هل لتقتل أم لكي تقتل؟
صراحة الثورة السورية ابتعدت عن نهج الثورات السلمية في تونس و مصر.. وما يحدث الآن على مسرح سورية مشهدا دراميا مأساويا سيدفع السوريون ، و ربما من حولهم الفاتورة من أمنهم و دمائهم و تدهور أوضاعهم المعيشية ..
ولعل المتابع الشريف يعي انفضاح أمر قنوات الجزيرة و العربية .. و انفضاح أمر دعاة حقوق الإنسان التي تدعمهم أمريكا.. وانفضاح تورط الحريري في لبنان والأخوان المسلمين المعارضين بأحداث المؤامرة على سورية ، بالإضافة إلى المعارضة الخارجية بقيادة خدام. و لا ننكر بعض المعارضين الداخليين الذين أرادوا أن يثوروا لأجل أبرياء السجن السياسي.. و أيضا لعلكم عرفتم من يبيع صوته لأجل حفنة مال. إذا المشهد في سورية يسير إلى اختلاط جميع الأصوات مع بعضها و ضياع الأهداف النبيلة التي لأجلها قامت الثورات البيضاء في تونس و مصر.
وليسأل نفسه كل من ينتظر سقوط سورية إن المدن الرئيسية دمشق و حلب لم تقم .. بل أكثرهم من الأرياف و المناطق التي تسكن فيها العشائر..حيث ينتشر الجهل و الفقر و الثأر.. فبماذا تفسرون هذا؟؟ أترك هذا لذكائكم .
والآن نحن السوريون ما بين مطرقة النظام المقاوم و سندان أمريكا و عملائها الذين يسيل لعابهم على سقوط سورية ..فإلى ماذا سيؤول إليه حال الشعب السوري؟
لا نريد فتنة على أرضنا ... و لا نريد تكرار أحداث أخوان المسلمين .. و لا نريد للتدخل الأجنبي أن يطأ أرضنا كما فعل في العراق و يفعل الآن في ليبيا.. و لا نريد المزيد من الاعتقالات ، و لا نريد لأبناء الوطن العربي الواحد أن يقوم ضد بعده ما بين أمن و جيش و شعب.. و لا نريد للمخربين أن يستغلوا هذا الوضع لكي يفجروا النيران ضد الشعب و الجيش .. و رغم أن الإصلاحات مستمرة لكن الدم السوري ينزف و الكل سيدفع فاتورة نزفه إن استمر هذا الوضع ..
حتى الشعب لم يعد يقصر إن أتيح له قتل رجل من أمن أو جيش فهو يفعل بعضهم هذا..فمن الخاسر؟
من أعطى الفتوى للشعب أن يبيح دم مواطن سوري من الأمن أو الجيش؟ أو من أعطى فتوى للأمن أن يبيح دم أخيه من الشعب.. القاتل و المقتول في هذه الحالة في النار..
أتحدى الجميع أن يأتيني أحدا يقول لي أن الله جلى جلاله أجاز قتل أبناء الوطن الواحد بفرض اعتبارهم عدو الله..ربنا حدد طريق التعامل مع الطاغية و هذا موجود في حوار الله تعالى مع موسى و أخيه هارون عليه السلام عندما قال لهما : " اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى .. فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى " . و كذلك الرسول عليه الصلاة و السلام حدد كيف نتعامل مع الظالم..عندما قال: انصر أخاك ظالما أو مظلوما.. و الظالم يكون برده عن ظلمه..
هذا كلام الله تعالى فهل من معترض؟؟
لذلك أرجو ممن كل من يحرض على الفتنة في سورية،و خصوصا من بعض أبناء العرب الذين تعودنا منهم على التأمر على سورية و شعبها ، أن يبتعدوا عن الحديث العاطفي التابع لأيدلوجية شخصية خاصة ، أو إعلامية محرضة ، أو مدفوعا بتخطيط ممن ينظمونه أو حتى من أفراد شعبي الذي يندفعون لهذا التحريض و الذي لا يعي أنه أمام بركان و حوض من الدم سينفجر في حال تم إتباع من يستغفله و يحرضه ليقتل في ساحات سورية المجيدة بغض النظر من يقتله؟
أتابع كل المقالات العربية بالشأن السوري و أتابع الحوارات العقيمة داخل صناديق مغلقة اسمها المنتديات ، لكن للأسف لا أرى نظرة موضوعية أو واقعية إلا من القلة جدا فيما يتعلق بتشخيص الواقع ..أما الباقي فهو يعتمد على انفعاله و عاطفته الآنية في كتابة مقاله أو توجيه حواره .. و هذا خطأ.
والأبشع من ذلك أن يقيم بعضهم في بلاد يغتصبها حاكمهم و يتحكم في أنفاسهم لكن لا أحد يتطرق لشؤون بلدهم..لكن الكل يتطفل للتدخل بشأنكم يا شعبي العظيم .. والحق ليس عليهم لكن لمن سمح لهم من التدخل.. سيقولون هذا ليس صحيحا و نحن نسعى لحرية الشعب السوري..أقول لهم هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.. تعالوا على أرض الواقع شاركونا الرؤية و الحدث.. شاركونا الوجع و الألم..لا نريد ثرثرة كلامية لا تثمن عن جوع..يكفي ما كشفته الثورات من واقع عاري يعيشه المواطن العربي و قد كان أكثر العراة هم الكثير من المثقفين الذي غاب دورهم تماما في قيادة المشهد السياسي المشتعل الحالي إلا من رحمهم ربي و للأسف قوبلوا بالاتهامات التي يرددها العملاء عندما يعمل أحدا ضدهم.. فلا غريب أن تسمي إسرائيل مقاومات جهاد و حماس و حزب الله بالمقاومات الإرهابية التي تهدد أمن إسرائيل لذلك تتصدى لها دول الغرب للدفاع عن الشعب المنكوب.. و هذ ما يحصده القلم العاقل من اتهامات في سمعته و تعريضه للخيانة لانه لا يتفق مع همجيتهم في كتابة رأيا غير مسؤول و لا يحمل وعيا يشمل الحدث من كل جوانبه .
أرجو من الجميع أن يستخدم عقله في إدارة الأحداث القادمة في سورية و كل بلد عربي تجتاحه الفوضى الآن..
أمريكا تريد اسقطا الحكام بيد شعوبها ، و هذا أقصى ما تفكر به الشعوب العربية المنفجرة الآن ..لكن بعد الإسقاط هل خططت الشعوب للمرحلة الجيدة؟ و غالبا الإجابة ..لا..لأنها أكثرهم ثاروا نتيجة وصول الأزمة إلى ذروتها في لحظتها.. إذا ستبقى الشعوب في فوضى و فراغ أمني و سياسي كبيران و هنا سيأتي دور أمريكا..الأم الحنون للشعوب لترعى شعوبنا العربية... و قد عرفنا تاريخها الدموي في تعاملها مع شعوب تحتلها في عمقها كيف أدخلت الدمار إلى البلاد تحت شعار الديمقراطية و الحرية .. و لنا في العراق الجريح مثالا و في ليبيا النازفة أيضا مثالا أخرا . .
مخطئا من يقول أن الشعب هو من سيحكم..لأن ليست كل الشعوب مؤهلة للحكم .فهناك الفاسد ، و هناك المنحل خلقيا ، و هناك تجار المخدرات و الأفيون ، و هناك أهل المجون ، و هناك السذج ، و هناك الذي لا يهمه إلا مصلحته. و مصلحة الوطن أكبر من مصلحة أفراد و من سيقودها يجب أن يكون أهلا تتشرف بهم الأوطان.
مخطئا من يقول أن الحاكم هو الفاسد لوحده ..إذا أين غطوا الطرف عن القضاة المرتشية التي تبيع قسمها لأجل المال.. و أين غطوا الطرف عن أساتذة الجامعة التي تبيع ضميرها المهني لأجل المال.. و أين غطوا الطرف عن الطبيب الذي يقتل مريضه نتيجة إهماله لأجل المال ..و أين غطوا عن الإعلامي الذي يستخدم الإعلام لإشاعة الكذب و الفرقة .. و أين غطوا عن العاملين في الدولة التي لا تدير معاملة إلا برشوة.. بل أين غطوا الطرف عن الرجل الذي يقهر المرأة في البيوت ..و ملايين النساء تصرخ من ظلم الرجل لها و أين و أين و أين.. إذا التغيير يبدأ من أنفسنا ثم من حولنا ..كي لا يطبق علينا قول الله تعالى " يقولون ما لا يفعلون "
ومخطئا من يعتقد أن استغلال السذج البسطاء لكي يخرجوا إلى موتهم هو عمل شريف و إنساني و ثوري .بل هو قمة النذالة..فهو يغرر به ليدفعه إما للموت أو أن يقتل.. و الفتنة أشد من القتل و قد نبهنا منها الله العزيز الحكيم.
نحتاج إلى عقل يقرأ و يدرك و يحلل و يعطي رأيا أو يشارك في موقفا.. الأمور اختلطت ببعضها و لم تعد الحقيقية في متناول الأيدي..
تم سقوط الحاكم عند بعضهم ، لكن لم تسقط العقول العربية التي كانت أسيرة معتقلات الاستبداد و الظلم و الحرمان..نحتاج في هذه المرحلة إلى ثورة تعيد نبض العقل الفاعل الذي تم إيقافه منذ زمن طويل.. و المرحلة المتغيرة الجديدة القادمة لن تنجح ببقاء هذه العقول المغتصبة قديما هي الأدوات الفاعلة لمرحلة التغيير..
مع التحيات
رنا خطيب
26/4/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق