مقال اجتماعي:
ظاهرة الزواج عن طريق الانترنيت هل هي وسيلة ناجحة أم فاشلة؟
هل هو أمر محظور شرعيا أم مقبولا؟
هل نشجع عليه أم نحجبه؟
هل هو مجرد موضة وتختفي.؟
هل هو مجرد فقاعة هواء لن تلبث أن تتلاشى أم أنها فكرة مدروسة مخطط لها بشكل جيد تسعي فعلياً لحل مشكلة ما؟!!
الانترنيت هو معجزة القرن الحادي و العشرين لما أحدثه من تغير جذري في كافة نواحي الحياة . و هو وسيلة عصرية يستخدمها الإنسان اليوم في كافة مجالات حياته ، و يوظفها في تسهيل وتسير أمور حياته. إنها مسّلمة علمية ينبغي أن يعمل بها الجميع. حيث أن لكل زمان طبيعة وشكل يميزه عن غيره.
ومن أهم الأمور الذي يسّرها الإنترنيت هو الزواج. أصبح الزواج عن طريق الانترنيت من المسلمات الحديثة. لقد حل الانترنيت ( الخاطبة الالكترونية ) محل الخاطبة التي تسعى بين البيوت ، و اختصر الوقت والزمان وأصبح التعارف يتم مباشرة بين الطرفين ( صوت و صورة).
و قد انقسم الناس باعتقادهم نحو الزواج عن طريق الانترنيت إلى فئتين:
الفئة الأولى:
شجعت الزواج عن طريق الانترنيت ، وخصوصا بعد ازدياد نسبة العنوسة في الوطن العربي / و لكن شريطة أن يكون الهدف هو البحث عن شريك أو شريكة العمر ، وليس اللعب واللهو ، و أن يكون الطرفان صادقين. و قد اعتبرها البعض وسيلة جيدة ليتم الاختيار من منطلق عقلي و ليس عاطفا ، و ذلك لتوفير حد ادني من فرص النجاح و الاستمرار على أن يكون هناك إشراف من هيئات دينية و اجتماعية و قانونية واقتصادية لتوفير الخبرات و الاستشارات الغير واضحة للفئات العمرية المختلفة.
وقد حل الانترنيت أزمة كبيرة بالنسبة للمهاجرين العرب خارج أوطانهم ، فهم متمسكون بعاداتهم ، و لا يريدون الارتباط بالأجنبية ، فلم يكن أمامهم إلا البحث عن فرصة زواج عن طريق الانترنيت . و قد حلت مشكلة كبيرة لإنسان غربي أعلن إسلامه و بات يبحث عن شريكة حياة مسلمة، فكان الانترنيت الحل الأمثل له بسبب ضيق فرص التعارف بمسلمة في مجتمعه الغربي.
و قد أعتبر البعض الزواج عن طريق الانترنيت أفضل طريقة للتقليل من حدوث الأخطاء و المنكرات ، و خصوصا في مجتمعاتنا المحافظة ، حيث لا يسمح للشاب والشابة بالاختلاط أو التعارف فيما بينهما . ولكن إذا تم التعارف عبر الإنترنت يمكن أن يتناقش الطرفان ، وهو أفضل من أن تخطب الفتاة أو تتزوج ثم لا يحدث تفاهم وتفسخ الخطبة أو يتم الطلاق المبكر .
وقد كثرت المواقع في الانترنيت المشجعة على الزواج ، ومنها ما يسعى نحو الربح من وراء إجراء صفقات الزواج بغض النظر عن الوسيلة ، و منها ما كانت منظمة و مراقبة بطريقة شديدة بحيث يتم فيه ضبط الأمور ، و التأكيد على السرية الكاملة في الحفاظ على المعلومات المتداولة بين الطرفين.
و قد أقر البعض من أصحاب الفتوى شرعية الوكالات المشجعة على الزواج:
أصدر مفتي الديار المصرية الشيخ علي جمعة فتوى تجيز عمل الوكالات المتخصصة في مساعدة راغبي الزواج في العثور على شركاء حياتهم، بما في ذلك مواقع الإنترنت التي تقدم هذه الخدمة.
يذكر أن السنوات الأخيرة شهدت زيادة سريعة في عدد وكالات الزواج، والتي يعرض بعضها مساعدة عرب المهجر على الزواج.
واشترط المفتي إدلاء المتقدمين للزواج بمعلومات صحيحة عن أنفسهم، وألا تتقدم أي امرأة لتلك الوكالات إلا بعلم أسرتها أو ولي أمرها.
لكن الفتوى حرمت عمل الوكالات التي تعمل من أجل الكسب المادي فقط، وتلك التي تشجع الفتيات على الالتقاء براغبي الزواج دون علم أسرهن. ""
وقد سمعت أن بعض شيوخ الأزهر ناقشوا الزواج الالكتروني ، ولم يعترضوا عليه لأنه مبني على الإيجاب والقبول هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ، إنّ الزواج لا يتم عن طريق الانترنيت ، بل يتم التعارف والموافقة المبدئية على الزواج عن طريقه وبعد ذلك تتم الإجراءات الأخرى كأي زواج اعتيادي.
الفئة الثانية:
و تعتبر الزواج عن طريق الانترنيت بدعة ضالة محدثة تدعو إلى الضلال ، فيجب قمعها و تدين بشكل كبير الزواج عن طريق الانترنيت ، و تعتبره خرق للقوانين الشرقية و الشرعية ، حيث اعتبروها فكرة دخيلة على مجتمعاتنا الشرقية لأنها تؤدي إلى تزييف الحقائق و الخروج عن التقاليد المتوارثة ، و تؤدي إلى الوقوع في معاصي وأخطاء تضر الطرفين ولا ترضي الله عز و جل . وتكون نسبة احتمال الكذب و الخداع فيها كبير حيث يتم عرض الجوانب الايجابية في شخصيته وظروفه فقط ولا يذكر العيوب، أو أن تكون مواصفاته مخالفة للحقيقة وغير واقعية. وفي أحيان كثيرة لا يزيد عن كونه لعبا ولهوا وتسلية تنقلب إلى جد ، وعندها يكتشف الطرفان أن كل منهما أصبح ضحية الآخر منافاة الحقيقة، ويكون الفشل هو النتيجة الطبيعية لهذا الزواج.
و يؤكد البعض على انه هذا النوع من الزواج يضر بنفسية الزوجة ، و موقف الزوج منها بعد الزواج عرضت نفسها بسعر رخيص يتنافى مع قيمة المرأة ومكانتها في المجتمع المسلم والمجتمع.
و السؤال الآن هل يمكن للإنترنت أن يتحول أيضا إلى خاطبة العصر الإلكتروني ويكون وسيطا ملائما وسريعا بين الشباب والفتيات عبر المحادثات المرئية قبل الزواج .
مع التحيات
رنا خطيب
31/7/2005
الزواج عن طريق الانترنيت
(الزواج الالكتروني)
(الزواج الالكتروني)
ظاهرة الزواج عن طريق الانترنيت هل هي وسيلة ناجحة أم فاشلة؟
هل هو أمر محظور شرعيا أم مقبولا؟
هل نشجع عليه أم نحجبه؟
هل هو مجرد موضة وتختفي.؟
هل هو مجرد فقاعة هواء لن تلبث أن تتلاشى أم أنها فكرة مدروسة مخطط لها بشكل جيد تسعي فعلياً لحل مشكلة ما؟!!
الانترنيت هو معجزة القرن الحادي و العشرين لما أحدثه من تغير جذري في كافة نواحي الحياة . و هو وسيلة عصرية يستخدمها الإنسان اليوم في كافة مجالات حياته ، و يوظفها في تسهيل وتسير أمور حياته. إنها مسّلمة علمية ينبغي أن يعمل بها الجميع. حيث أن لكل زمان طبيعة وشكل يميزه عن غيره.
ومن أهم الأمور الذي يسّرها الإنترنيت هو الزواج. أصبح الزواج عن طريق الانترنيت من المسلمات الحديثة. لقد حل الانترنيت ( الخاطبة الالكترونية ) محل الخاطبة التي تسعى بين البيوت ، و اختصر الوقت والزمان وأصبح التعارف يتم مباشرة بين الطرفين ( صوت و صورة).
و قد انقسم الناس باعتقادهم نحو الزواج عن طريق الانترنيت إلى فئتين:
الفئة الأولى:
شجعت الزواج عن طريق الانترنيت ، وخصوصا بعد ازدياد نسبة العنوسة في الوطن العربي / و لكن شريطة أن يكون الهدف هو البحث عن شريك أو شريكة العمر ، وليس اللعب واللهو ، و أن يكون الطرفان صادقين. و قد اعتبرها البعض وسيلة جيدة ليتم الاختيار من منطلق عقلي و ليس عاطفا ، و ذلك لتوفير حد ادني من فرص النجاح و الاستمرار على أن يكون هناك إشراف من هيئات دينية و اجتماعية و قانونية واقتصادية لتوفير الخبرات و الاستشارات الغير واضحة للفئات العمرية المختلفة.
وقد حل الانترنيت أزمة كبيرة بالنسبة للمهاجرين العرب خارج أوطانهم ، فهم متمسكون بعاداتهم ، و لا يريدون الارتباط بالأجنبية ، فلم يكن أمامهم إلا البحث عن فرصة زواج عن طريق الانترنيت . و قد حلت مشكلة كبيرة لإنسان غربي أعلن إسلامه و بات يبحث عن شريكة حياة مسلمة، فكان الانترنيت الحل الأمثل له بسبب ضيق فرص التعارف بمسلمة في مجتمعه الغربي.
و قد أعتبر البعض الزواج عن طريق الانترنيت أفضل طريقة للتقليل من حدوث الأخطاء و المنكرات ، و خصوصا في مجتمعاتنا المحافظة ، حيث لا يسمح للشاب والشابة بالاختلاط أو التعارف فيما بينهما . ولكن إذا تم التعارف عبر الإنترنت يمكن أن يتناقش الطرفان ، وهو أفضل من أن تخطب الفتاة أو تتزوج ثم لا يحدث تفاهم وتفسخ الخطبة أو يتم الطلاق المبكر .
وقد كثرت المواقع في الانترنيت المشجعة على الزواج ، ومنها ما يسعى نحو الربح من وراء إجراء صفقات الزواج بغض النظر عن الوسيلة ، و منها ما كانت منظمة و مراقبة بطريقة شديدة بحيث يتم فيه ضبط الأمور ، و التأكيد على السرية الكاملة في الحفاظ على المعلومات المتداولة بين الطرفين.
و قد أقر البعض من أصحاب الفتوى شرعية الوكالات المشجعة على الزواج:
أصدر مفتي الديار المصرية الشيخ علي جمعة فتوى تجيز عمل الوكالات المتخصصة في مساعدة راغبي الزواج في العثور على شركاء حياتهم، بما في ذلك مواقع الإنترنت التي تقدم هذه الخدمة.
يذكر أن السنوات الأخيرة شهدت زيادة سريعة في عدد وكالات الزواج، والتي يعرض بعضها مساعدة عرب المهجر على الزواج.
واشترط المفتي إدلاء المتقدمين للزواج بمعلومات صحيحة عن أنفسهم، وألا تتقدم أي امرأة لتلك الوكالات إلا بعلم أسرتها أو ولي أمرها.
لكن الفتوى حرمت عمل الوكالات التي تعمل من أجل الكسب المادي فقط، وتلك التي تشجع الفتيات على الالتقاء براغبي الزواج دون علم أسرهن. ""
وقد سمعت أن بعض شيوخ الأزهر ناقشوا الزواج الالكتروني ، ولم يعترضوا عليه لأنه مبني على الإيجاب والقبول هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ، إنّ الزواج لا يتم عن طريق الانترنيت ، بل يتم التعارف والموافقة المبدئية على الزواج عن طريقه وبعد ذلك تتم الإجراءات الأخرى كأي زواج اعتيادي.
الفئة الثانية:
و تعتبر الزواج عن طريق الانترنيت بدعة ضالة محدثة تدعو إلى الضلال ، فيجب قمعها و تدين بشكل كبير الزواج عن طريق الانترنيت ، و تعتبره خرق للقوانين الشرقية و الشرعية ، حيث اعتبروها فكرة دخيلة على مجتمعاتنا الشرقية لأنها تؤدي إلى تزييف الحقائق و الخروج عن التقاليد المتوارثة ، و تؤدي إلى الوقوع في معاصي وأخطاء تضر الطرفين ولا ترضي الله عز و جل . وتكون نسبة احتمال الكذب و الخداع فيها كبير حيث يتم عرض الجوانب الايجابية في شخصيته وظروفه فقط ولا يذكر العيوب، أو أن تكون مواصفاته مخالفة للحقيقة وغير واقعية. وفي أحيان كثيرة لا يزيد عن كونه لعبا ولهوا وتسلية تنقلب إلى جد ، وعندها يكتشف الطرفان أن كل منهما أصبح ضحية الآخر منافاة الحقيقة، ويكون الفشل هو النتيجة الطبيعية لهذا الزواج.
و يؤكد البعض على انه هذا النوع من الزواج يضر بنفسية الزوجة ، و موقف الزوج منها بعد الزواج عرضت نفسها بسعر رخيص يتنافى مع قيمة المرأة ومكانتها في المجتمع المسلم والمجتمع.
و السؤال الآن هل يمكن للإنترنت أن يتحول أيضا إلى خاطبة العصر الإلكتروني ويكون وسيطا ملائما وسريعا بين الشباب والفتيات عبر المحادثات المرئية قبل الزواج .
مع التحيات
رنا خطيب
31/7/2005
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق