مقال ساخر:
دمتم بخير
رنا خطيب
12/5/2009
أبو شطحه .. و حلمه الذي لم يكتمل
كان أبو شطحة ... وقد سمي بهذا اللقب نظرا لشطحاته في الأفكار.. فاسمه الحقيقي أحمد .. ينتظر هذا اليوم بفارغ الصبر.. و قد اعدّ له الكثير, فحضّر من المأكولات و المشروبات أطيبها ، ومن أدوات التسلية و الاستراحة أحلاها ، و من المواضيع و النقاشات أفضلها.
وانتظر.. هذا اليوم بالنسبة له سيكون تاريخيا.. إنه اليوم الذي سيلتقي به أصدقاءه العرب الذي تعرف عليهم من خلال الشبكة العنكبوتيه و أمضوا في صداقتهم على المسنجرات سنوات...أدام الله فضل تلك الشبكة .. فقد استطاعت أن تجمع العرب في وقت لم تستطع أية قوة عسكرية أن تجمعهم.. إنه لقاء الوحدة العربية في بيت أبو شطحه.
و تحقق المراد.. و اجتمع الأصدقاء و هم كوكتيل عربي ، واحد من مصر ( خالد) و الثاني من السعودية( ابو ظافر ) و الثالث من قطر ( أبو حنظلة) و أبو شطحه طبعا شامي أصيل بلا فخر.. و كم كان لقاءا مؤثرا و صاخبا ، فقد بدأت أصوات الترحيب تعلو سماء البيت ، و الدموع تسيل كالأنهار، و الدهشة تخطف الأبصار من فرحتهم ببعضهم البعض .. و لو كان فيه فيديو لكان أبو شطحه نقل لكم الحدث.. لكن للأسف لم يتوفر.
وبدأ أبو شطحه يعبر عن فرحته بالضيوف بالكلمات و الضحكات ، و بعدها دعاهم للغداء..و شو كان غداء بيجنن من ألذ و أطيب المأكولات السورية... لكن كان هناك مشكلة وهي استهجان بعض الأخوة العرب لنوعية و تسميات الطعام ، فكان أبو شطحه يشرح لهم و يزقهم بالطعام..
و بعد أن امتلأت البطون بألذ الطعام و المشروب تفرغوا إلى إفراغ العقول من طعامها المخبأ من زمان بسبب عوامل الضغط والقيود و خصوصا أنهم مش في بلدهم و الرقابة بتاعتهم غائبة..
فبدؤوا يتكلمون عن مواضيع متعددة كلها ثقافية حلوة ..
أفتتح الحديث بمواضيع الاقتصاد و عجزه ، ومواضيع الجرائم الاجتماعية و انتشارها ، وموضوع الفن و ابتذاله ، وكلهم كانوا ينظرون نظرة سلبية للأمور ما عدا أبو شطحه كان يحكي عن التطورات الإيجابية ، و عن تقدم الدول العربية في مجال الصناعة والتجارة والعمران وحتى في مجال الأبحاث العلمية.. كان يتكلم ويشطح .. كالعادة بأفكاره.. والأخوة العرب ينظرون لبعضهم بدهشة لكنهم بدأوا يشعرون بالملل.. فقام خالد المصري بتغير موجة الحديث و تكلم عن الوضع السياسي في المنطقة العربية .. ويا ساتر علي حصل.. خالد كان يمدح بمواقف الحكومة المصرية الأبية وهي تناصر القضايا العربية و تدعم القضية الفلسطينية وكيف تهاجم إسرائيل و تندد بمواقفها، فقام أبو حنظلة من قطر يشجب كلام خالد المصري بعصبية و يقول له : " هذه قطر العربية .. السنة هذه حققت إنجازات ما حققها بلد فيكم يا أخواني العرب هي البلد يلي صرخ في وجه إسرائيل ، و وقف وقفة عربية ما وقفها من زمان عند اشتعال محرقة غزة ، لكن حكومة مصر يا أسفي على زمانها في الماضي كيف كانت وكيف صارت ".. أبو ظافر السعودي كان يتفرج على نانسي عجرم في التلفاز و بنفس الوقت يسمع الحديث الصاخب.. التفت إلى أبو حنظلة بهدوء يقول له: "يا ريال.. طال عمرك و رعاك الله عليش تحكي بعصبية مع أخوك المصري.. نحن في السعودية نشد على أيدي الحكومة المصرية و نشجع مواقفها .. يا ريال جايني نفرفش مش نقلبها غمة."
صمت أبو حنظلة لكنه بانت عليه ملامح الغضب ..
أبو شطحه كانت الدماء تغلي بعروقه بسبب صمته لحد الآن ..لكن لم يعد قادرا على الصمت أكثر من ذلك ، فقام بغضب بإغلاق التلفاز والتفت إلى المصري.." شو يا أخي خالد .. وين عايش أنت . شو مش عما تقرأ جرائد و تشاهد تلفزيون وأتشوف حكومتك شو عامله بقضية فلسطين و بالقضايا العرب ، بل بشعبها ..كل يوم اعتقالات بسبب تنديدهم بمواقف حكومتهم ..مواقف مخزية فعلا . نحن حكومتنا السورية لها مواقف مشرقة بكفي أننا لم نضع أيدينا مع إسرائيل و لم نستقبل وزراء إسرائيل ونصافحهم على أرض عربية مثلكم ." المصري أتحرق دمه و اتحمق و قال حوش : " حوش يا أحمد يا سوري.. أنت الظاهر نايم على ودانك.. أمال الإشاعات الطالعة على أنه بين سورية و إسرائيل سلاما قريبا تقول عليها إيه؟؟؟!!!.. و لا ده يلي بتدعموه حزب الله تقول عليه أيه.. " عصب ابو شطحه و قال: " أنا ما بسمحلك تحكي على حكومتنا.. هاي أشرف حكومة عربية.. و حزب الله حزب المقاومة ومفخرة لكل عربي ومسلم.."
قام السعودي وقف بجانب المصري ، والقطري بجانب السوري وانقسم الإخوة إلى حلفين : ممانعة و اعتدال.. و بدا الزعيق يخرج من نوافذ البيت ، و السباب و اللعنة على أبو الحكومات أشتغل على أبو موزة بسبب الاختلاف على سياسة الحكومات العربية المتباينة و المختلفة ، و فجأة صرخ أبو حنظلة القطري...قلبي..قلبي ، وسقط على الأرض..فصمت الأخوة مذعورين ، و طلبوا الإسعاف حالا ، ونقلوه إلى المستشفى سريعا بسبب أزمة قلبية حادة نتيجة الانفعال بعد الأكل الدسم يلي طفحه.. و هناك في المستشفى التقت نظرات الأخوة العرب ، وفيها نظرات الحزن و الأسى و الندم على ما فعلوه بحق بعضهم البعض نتيجة تبني مواقف الحكومات المختلفة..
وهنا ..
انتهى اللقاء العربي الذي أنتظره الحالم أبو شطحه بندم و خسارة و السبب هو السياسية.
كان أبو شطحة ... وقد سمي بهذا اللقب نظرا لشطحاته في الأفكار.. فاسمه الحقيقي أحمد .. ينتظر هذا اليوم بفارغ الصبر.. و قد اعدّ له الكثير, فحضّر من المأكولات و المشروبات أطيبها ، ومن أدوات التسلية و الاستراحة أحلاها ، و من المواضيع و النقاشات أفضلها.
وانتظر.. هذا اليوم بالنسبة له سيكون تاريخيا.. إنه اليوم الذي سيلتقي به أصدقاءه العرب الذي تعرف عليهم من خلال الشبكة العنكبوتيه و أمضوا في صداقتهم على المسنجرات سنوات...أدام الله فضل تلك الشبكة .. فقد استطاعت أن تجمع العرب في وقت لم تستطع أية قوة عسكرية أن تجمعهم.. إنه لقاء الوحدة العربية في بيت أبو شطحه.
و تحقق المراد.. و اجتمع الأصدقاء و هم كوكتيل عربي ، واحد من مصر ( خالد) و الثاني من السعودية( ابو ظافر ) و الثالث من قطر ( أبو حنظلة) و أبو شطحه طبعا شامي أصيل بلا فخر.. و كم كان لقاءا مؤثرا و صاخبا ، فقد بدأت أصوات الترحيب تعلو سماء البيت ، و الدموع تسيل كالأنهار، و الدهشة تخطف الأبصار من فرحتهم ببعضهم البعض .. و لو كان فيه فيديو لكان أبو شطحه نقل لكم الحدث.. لكن للأسف لم يتوفر.
وبدأ أبو شطحه يعبر عن فرحته بالضيوف بالكلمات و الضحكات ، و بعدها دعاهم للغداء..و شو كان غداء بيجنن من ألذ و أطيب المأكولات السورية... لكن كان هناك مشكلة وهي استهجان بعض الأخوة العرب لنوعية و تسميات الطعام ، فكان أبو شطحه يشرح لهم و يزقهم بالطعام..
و بعد أن امتلأت البطون بألذ الطعام و المشروب تفرغوا إلى إفراغ العقول من طعامها المخبأ من زمان بسبب عوامل الضغط والقيود و خصوصا أنهم مش في بلدهم و الرقابة بتاعتهم غائبة..
فبدؤوا يتكلمون عن مواضيع متعددة كلها ثقافية حلوة ..
أفتتح الحديث بمواضيع الاقتصاد و عجزه ، ومواضيع الجرائم الاجتماعية و انتشارها ، وموضوع الفن و ابتذاله ، وكلهم كانوا ينظرون نظرة سلبية للأمور ما عدا أبو شطحه كان يحكي عن التطورات الإيجابية ، و عن تقدم الدول العربية في مجال الصناعة والتجارة والعمران وحتى في مجال الأبحاث العلمية.. كان يتكلم ويشطح .. كالعادة بأفكاره.. والأخوة العرب ينظرون لبعضهم بدهشة لكنهم بدأوا يشعرون بالملل.. فقام خالد المصري بتغير موجة الحديث و تكلم عن الوضع السياسي في المنطقة العربية .. ويا ساتر علي حصل.. خالد كان يمدح بمواقف الحكومة المصرية الأبية وهي تناصر القضايا العربية و تدعم القضية الفلسطينية وكيف تهاجم إسرائيل و تندد بمواقفها، فقام أبو حنظلة من قطر يشجب كلام خالد المصري بعصبية و يقول له : " هذه قطر العربية .. السنة هذه حققت إنجازات ما حققها بلد فيكم يا أخواني العرب هي البلد يلي صرخ في وجه إسرائيل ، و وقف وقفة عربية ما وقفها من زمان عند اشتعال محرقة غزة ، لكن حكومة مصر يا أسفي على زمانها في الماضي كيف كانت وكيف صارت ".. أبو ظافر السعودي كان يتفرج على نانسي عجرم في التلفاز و بنفس الوقت يسمع الحديث الصاخب.. التفت إلى أبو حنظلة بهدوء يقول له: "يا ريال.. طال عمرك و رعاك الله عليش تحكي بعصبية مع أخوك المصري.. نحن في السعودية نشد على أيدي الحكومة المصرية و نشجع مواقفها .. يا ريال جايني نفرفش مش نقلبها غمة."
صمت أبو حنظلة لكنه بانت عليه ملامح الغضب ..
أبو شطحه كانت الدماء تغلي بعروقه بسبب صمته لحد الآن ..لكن لم يعد قادرا على الصمت أكثر من ذلك ، فقام بغضب بإغلاق التلفاز والتفت إلى المصري.." شو يا أخي خالد .. وين عايش أنت . شو مش عما تقرأ جرائد و تشاهد تلفزيون وأتشوف حكومتك شو عامله بقضية فلسطين و بالقضايا العرب ، بل بشعبها ..كل يوم اعتقالات بسبب تنديدهم بمواقف حكومتهم ..مواقف مخزية فعلا . نحن حكومتنا السورية لها مواقف مشرقة بكفي أننا لم نضع أيدينا مع إسرائيل و لم نستقبل وزراء إسرائيل ونصافحهم على أرض عربية مثلكم ." المصري أتحرق دمه و اتحمق و قال حوش : " حوش يا أحمد يا سوري.. أنت الظاهر نايم على ودانك.. أمال الإشاعات الطالعة على أنه بين سورية و إسرائيل سلاما قريبا تقول عليها إيه؟؟؟!!!.. و لا ده يلي بتدعموه حزب الله تقول عليه أيه.. " عصب ابو شطحه و قال: " أنا ما بسمحلك تحكي على حكومتنا.. هاي أشرف حكومة عربية.. و حزب الله حزب المقاومة ومفخرة لكل عربي ومسلم.."
قام السعودي وقف بجانب المصري ، والقطري بجانب السوري وانقسم الإخوة إلى حلفين : ممانعة و اعتدال.. و بدا الزعيق يخرج من نوافذ البيت ، و السباب و اللعنة على أبو الحكومات أشتغل على أبو موزة بسبب الاختلاف على سياسة الحكومات العربية المتباينة و المختلفة ، و فجأة صرخ أبو حنظلة القطري...قلبي..قلبي ، وسقط على الأرض..فصمت الأخوة مذعورين ، و طلبوا الإسعاف حالا ، ونقلوه إلى المستشفى سريعا بسبب أزمة قلبية حادة نتيجة الانفعال بعد الأكل الدسم يلي طفحه.. و هناك في المستشفى التقت نظرات الأخوة العرب ، وفيها نظرات الحزن و الأسى و الندم على ما فعلوه بحق بعضهم البعض نتيجة تبني مواقف الحكومات المختلفة..
وهنا ..
انتهى اللقاء العربي الذي أنتظره الحالم أبو شطحه بندم و خسارة و السبب هو السياسية.
دمتم بخير
رنا خطيب
12/5/2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق