الجمعة، 4 مايو 2012

مقال: إلى أين يقودوننا ولاة ديننا ؟؟


مقال حواري حول قضية دينية

إلى أين يقودوننا ولاة ديننا ؟؟

من أعداء الأمة .. بعض ولاة الدين !!
بداية أنوه لأمر أنّ هذا المقال لا يشمل  علماء دين اخلصوا للدين ، و ابتعدوا عن أضواء الشهرة ، و كرسوا حياتهم لدينهم و للناس ، فهنا وجب علينا احترامهم و إتباعهم في أمور ديننا


في كل زمان يبعث الله في الأمة نبيا أو رسولا أو وليا تكون مهمتهم إنقاذ الناس من الضلال و الظلمات ، و هدايتهم إلى الطريق الصحيح عن طريق توعيتهم و حثهم على العمل بما أتى به كتاب الله و سنة رسوله . وهم مسؤولون أمام الله عما فضّلهم الله بعطائه عن الناس ، و اختصهم بالعمل ، واصطفاهم من العباد، ليس للون أو العرق أو بلد إنما لتقواهم.

و لذلك كان فضلهم على الناس كفضل النجوم في الظلام ، لذا وجب علينا إطاعتهم بما يأتون به من مناهي شرعية أو أوامر دينية مستمدة من نصوص القرآن و و السنة الشريفة .. بقول الله تعالى" أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم"

و هنا أؤكد على أولي الأمر منكم : لم يضعهم في مرتبة واحدة مع الله و رسوله و بدليل جعل الله و رسوله في مرتبة ، و أولي الأمر منكم في مرتبة ثانية . لان الله العليم يعلم بأنه سيأتي ولاة يتبعون الشيطان ما أمرهم ـ بالرغم من الظاهر هم ولاتنا....و هم إما علماء دين و إما حكام و إما مقربين.

إذا .... حديثنا هنا سيكون عن هذه الفئة التي نصبت نفسها ولاة دين ، بينما هم بعيدون كل البعد عن هذا المنصب ، و عن هذه المسؤولية .

تشهد الساحة في عصر اندلعت فيه الثورة الالكترونية و احتلت حياتنا من كل الجوانب ولادة ولاة أو علماء دين جدد ، و هم كالغثاء من كثرة العدد. إلا أن التفرقة والشقاق والانحراف في صفوف المسلمين بازدياد . و للأسف أحد أسباب هذا الانشقاق هو بعض ولاة الدين.

فقد وجدوا الاشتغال بالدين أسهل طريق للكسب و الشهرة و اعتلاء المناصب . فرموا ورائهم تعاليم الله و دينه ، و أخذوا يتنافسون على من هو أكثر شهرة في عالم الفضائيات مستخدمين أسلوب الخطابات الواعظة التي لا تخرج عن حيز ورقتهم . و لقد أدى كثرتهم إلى الاختلاف فيما بينهم في أمر الفتاوى،  و من يسبق على إصدارها مما تهوى أنفسهم،  فيختلفون في الأمور و تقيّمها ، فهذا يفتي حلالا و ذلك يراه حراما .و هذا يطلق مفاهيما جديدة للفتاوى بما يتناسب مع لغة العصر أو تقاليد البلد و ما تقتضيه الحاجة ، و ذلك يبطلها. هذا يحرف الحق عن موضعه فينال المناصب في الحكم ، و ذلك يحاول رد الظلم عن الحق فيقبع في السجون. إذا صفوف ولاة الدين ذاتها تعاني من اختلاف ، و توتر في أمور الفتوى ومن سيتولى قيادتها.

هناك بعض ولاة الدين تخصصوا بعلمهم الديني لخدمة النشاط السياسي.

ونحن نعرف ماذا تعني السياسة عندما يتعلق الأمر بمصالح السلطة. فيضطر هذا الولي أن يكون لسان السلطة الناطقة و ليس لسان الشريعة الناطقة ، فيتكلم بما يملي عليه الحاكم ، و ليس بما يملي عليه دينه و تعاليمه.

لقد انشغل في المنصب والمكسب ... و مع ذلك تستمر السلطة في تلميع دوره أمام الناس لأنه مصدر ثقة الناس ، فيدس السم في العقيدة ، و يصدر فتاوي محرمة أصلا في القرآن لتناسب وضع البلد و الحاكم ،  و يحاول أن يوصلها لعقول الناس السذج. و ما أكثر الضحايا التي تقع في براثن هذا المعتدي على الدين.

للأسف ، ما يزال الكثير من المسلمين ينظرون إلى كلمة ولي الدين على أنها كلمة الله في الأرض,,فهي مقدسة و لا جدال و لا نقاش فيها. فيقعون ضحية إتباعهم الأعمى دون التفكير بأصل الفكرة ، و هل هي تستحق الإتباع ام لا.

من ينقذ الإسلام من شر هؤلاء الذين باعوا الدين لأجل متاعهم ؟؟
ومن ينقذ هذه الفئة الساذجة التي تقترب من الهاوية لإتباعها هذه الفئة من الناس؟؟

في هذا الزمان الذي كثرت فيه أسباب الضياع و تاهت المفاهيم عن مواردها الأساسية كيف نعلم إنّ هذا الأمر صالح و ذاك طالح ؟؟

كيف لنا نحن المسلمون أن نوصل للعالم الذي يعتدي على الإسلام ، باتهامه له بأنه دين العبودية و السيف و القتل و الكذب و انه دين الإرهاب و وجب محاربته كما يراه من سلوكيات تصرفات بعض الناس ، بأن دين محمد عليه الصلاة و السلام هو دين الحق و العدل و المساواة ؟ و هو الدين الذي وجد لمكافحة الظلم بكافة أشكاله و تحرير الإنسان من العبودية ؟ و أنه دين راع كل الحقوق بما فيها حقوق المرأة التي شغلت دعاة التحرير،  لكن ليس كما ينادي به الأعداء من صيحات التحرر الماجن.

لقد أدرك العدو نقطة الضعف ، و أخذ يستثمرها لحسابه كي نزداد خروجا عن روح الإسلام الحقيقي. فأخذ يصدر برامج خاصة لإعادة تأهيل ولاة الدين وفقا للأساليب العصرية ، و هي ليست إلا وفقا لمصالحهم العدوانية ، و هذا ما فعلته أمريكا. و هناك برنامج توعية لهذا الأمر أخذت تنشر في البلاد العربية و الحكومة مستسلمة. طبعا ..سوف تستلم لان الدين لا يتفق مع الحاكم اليوم ، بل  و يخالف قوانينه ، و بالتالي يصبح من السهل الانقلاب في حالة توحدت الصفوف المعادية.




مع تحياتي
رنا خطيب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق