الخميس، 3 مايو 2012

أدب: نزيف من سويداء القلب

خاطرة:



نزيف من سويداء القلب

من قال
أنّ القلب مضغة لضخ الدم لا أكثر
وأنّ الإحساس يزهر و يذبل دون أن يترك ندبة الأثر
وأنّ مرور الأيام يمكنها أن تزيل نوائب الدهر.
إنّه القلب يا بني البشر
منه يستقيم المسير
وأيضا يهلك ضعيف النظر
على قاعه اللؤلؤي ُتشاد
مدن الأحاسيس و عواصم المشاعر
فكيف تجرؤون على نكران وجوده
و الاستهانة بجنوده ؟

******
لكنه عرضة للاغتيال
من قبل خنجر تقلبات الطقس و أحوال البشر .
فرحلة الأيام لا تترك الأشياء خضراء يانعة
كما هي أول الزمان

و هنا...
أمسى القلب ضريرا بعد رحلة عمر شاقة
كبرت بها السنون و هرمت بها الروح
شحب لون الرؤية إلى الحياة
بعد أن كان لونا يقينيا يانعا
يبتسم إلى زهرة الصبا
هاجرت طيور النورس شواطئها
مودعة أحلام الشباب
كانت رحلتنا أقرب إلى لحظة مفتون
بروعة مشهد كساه السحر
و مع اقتراب المشهد من نهايته
اقتربنا برؤيتنا من شعاع الحقيقة
تكسرت عندها صناديد الأوهام

فكانت حقيقة تُجرد الأشياء عن زخرفها
و تٌعري أوهام المفردات الملونة عن واقعها
لقد تحايلت على وجودنا
فأضاعت بريق شبابه
وأغرقته في فيضان أنهار دموع القهر و الألم
وشجون لحظات الحزن.

نزفنا كثيرا من أعماقنا
وسالت جروح الوجد كالنهر
لتصافح دموع الأسى في أثناء جريانها
نزفنا كثيرا حتى جف ينبوع النزف
و نبتت حوله أشواك قاسية تلبد فيها الإحساس
******
كان للحب زاوية في القلب
يكتب فيها قصته اللؤلؤية
على ورقة النفس البيضاء
يسطّر فيها أسطورة الشعور
عندما أغواه النبض بدفء الاحتضان
فوقع ضحية الإغواء
لكنه ظلّ بطل الاحتواء
زلزلته ألوان الرسم بريشة الحب
فوهب ذاته ليكون تلك اللوحة
فكانت لوحة تتصارع فيها
ألوان الشعور المختلفة
تعجز الرؤية عن فهم المفردات.

كبر الصراع مع هذه المفردات
و مع معاناة الصراع ازداد نهر النزف بالجريان
متدفقا عبر أودية النفس
جارفا معه براءة الأحلام و بريق الأمل
مخلفا وراءه شذرات الحزن و أنين الجوى
حافرا في جدران النفس ثقوب منيعة
لا تصلحها الأيام
*******
و تمضي الآهات في مسيرها
تنبش في ذاكرة القلب
بحثا عن إشارات توقف هذا السفر.
كم بسيط هذا القلب
عندما يبتسم له القمر!
كم رقيق هذا القلب
عندما ينتشي من رائحة المطر!
كم سعيد هذا القلب
عندما يطوّق بلحظ النظر!
و كم شقي هذا القلب
عندما يخدعه بريق الصور!

مع التحيات
رنــا خطيب

20/5/2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق