مقال سياسي حواري
هل التغيرات الجديدة في السياسة الأمريكية المعلنة اتجاه قضايا الشعوب ،و علاقاتها معهم هي تغيرات في ثوابت تلك السياسة ، معلنة ولادة عهد جديد ؟؟
أم هي تغيرات في وسائل السياسة الأمريكية لتحقيق الأهداف ذاتها في السيطرة والهيمنة على الشعوب و مقدراتهم ؟؟؟
وهل اوباما الرئيس الأمريكي الجديد هو أداة التغير في السياسة الأمريكية الجديدة؟؟
نستهل طرحنا بتعريف موجز للسياسة :"
السياسة : هي فن الممكنات. و السياسة هي فن تحقيق الممكن في إطار الإمكانيات المتاحة ، وفي إطار الواقع الموضوعي في ظل مجموعة من القيم والقواعد. إذا السياسة تتغير و تتقلب استجابة للتطورات المستجدة في العالم ، و وفقا لمصالح البلد ، وما تستدعيه بالضرورة لهذا التغير.
لا يخفى على العاقل أنّه هناك تغير ملحوظ في السياسة الأمريكية اتجاه قضايا الشعوب ، و ما يخصنا هنا ، اتجاه قضايانا..
فقد بدأت لهجة الخطاب الأمريكية تتغير من لهجة معلنة و صريحة و تحمل نبرات التحدي في مواقفها فتعلن حروبها بقوة غير مراعية لقرارات أي منظمة دولية تندد بما تفعله ، بالإضافة إلى إعلانها الحرب على الإسلام تحت شعار
" محاربة الإرهاب" إلى لهجة هادئة تدعو إلى الدبلوماسية المقنعة و الحوار وإشراك الدول المراد فرض هيمنتها عليها في هذا الحوار. و الهدف في النهاية هي إحكام سيطرتها و هيمنتها على الشعوب.
وتغير السياسة الأمريكية لم يأتي بالصدفة أو عن عبث ، بل له خلفيات و نتائج خلفتها السياسة الأمريكية السابقة بقيادة الرئيس بوش الذي نهج في سياسته الوحشية والحرب و الدمار ..مما سبب هذا في كره و مقت شعوب العالم لأمريكا و تراجع شعبيتها في العالم. فأرادت أن تستدرك أخطاء تلك السياسة بتغير سياستها.. فكانت السياسة الجديدة الهادئة بقيادة الرئيس الأمريكي الجديد أوباما..و قد تجلى هذا واضحا في الكثير من مواقفها اتجاه قضايا العالم ، و قضايا العالم الإسلامي:
إيران :
بعد أن كانت أمريكا تعد لها العدة لقيادة حرب ضدها بسبب ملفها النووي.. نجد أمريكا بقيادة أوباما الآن تدعو إلى الحوار لحل هذه القضية سلميا ، و قد تجلى هذا في الخطاب الذي ألقاه أوباما في عيد النيروز لإيران لهذه السنة ، و هو يدعو إلى تجاوز النزاعات الماضية ( 30 عاما) بين الدولتين التي كانت ستثير نوازع الحرب ، و دع إلى حل النزاعات بالحوار و الطرق السلمية.. و قد وعد الرئيس الأمريكي : " بإتباع دبلوماسية تعالج كافة المشاكل" يفي أوباما بواحد من التعهدات الكبرى التي قطعها، وهو إعطاء فرصة للحوار مع خصوم الولايات المتحدة وعلى رأسهم إيران، وقطع دبلوماسية الرئيس السابق جورج بوش الذي أدرج إيران في "محور الشر". "
و هذا الرابط لمن يريد أن يتزود أكثر من ذلك:
http://www.alarabiya.net/articles/2009/03/20/68821.html
فلسطين:
فالسياسة الأمريكية الجديدة تدعم عملية السلام و حل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي القائم على أرض فلسطين ، و ذلك عن طريق الإقناع و الحوار .
سورية:
من أولويات التي كانت تحملها حقيبة أوباما من تعاملات تجاه القضايا العربية هو عملية السلام بين سورية و إسرائيل عن طريق الوسيط تركيا ،
لكن عراقيل السلام سواء لفلسطين أو سورية كانت تزرعها إسرائيل بالرغم من محاولات أمريكا..
غير الإصلاحات الكبيرة التي قادها أوباما في قلب أمريكا ..
و هناك الكثير الكثير من الأمثلة التي تشير إلى تغير السياسية الأمريكية من سياسة وحشية قمعية إلى سياسة هادئة و حوارية و دبلوماسية..
هذا التغير على يد هذا الرجل ( أوباما ) يدعو في الظاهر للتفاؤل نحو مستقبل يدعو إلى السلام. فهل هو في عمقه كما يظهر لنا في الظاهر؟؟
أوباما هو ذالك اللغز الذي حير العالم بأصوله و مواقفه و وضعه و توجهه.
تتصارع الآراء حوله ، و تتخذ من مواقفه ساحة للنقاش الطويل حول ما يحمله من تغير في الاتجاه و المواقف ما بين إيجابي و سلبي للعالم الأمريكي ، و الإسلامي و العربي.
لقد تفاءل الكثير من الناس بمواقف اوباما ، و علقوا عليه الآمال في إنقاذهم مما فيه ، و خصوصا العالم العربي ، و كأنه المهدي المنتظر الذي سيحرر القدس من قبضة العدو.
فهل نعتبر أوباما رجلا خارجا عن الإدارة الأمريكية ، ومخالفا لرؤيتها و سياستها حتى يتماشى مع قضايا الشعوب بما يتناسب مع تلك الشعوب ضد السياسة الأمريكية ؟
أم هو رجل جزء من تلك السياسة التي تفرض قوانينها على الرئيس ، و ليس العكس كما يحدث بالنسبة للعرب؟
فالمعروف عن الإدارة الأمريكية أنها لا تخضع في حكمها للأفراد ، بل لها ثوابتها ، و إن تغير لون السياسة اتجاه شعوبها أو شعوب التي تسعى دائما لوضعها تحت سيطرتها.
و بالتالي إن إدارة بوش أو أوباما أو غيره لن تعني أبدا سياسة فردية تتغير تبعا للرئيس.. فكل رئيس أمريكي يعتلي كرسي الرئاسة يطلب منه تنفيذ ما في حقيبة الإدارة الأمريكية من أجندات و شروط و اتفاقات و تصريحات و برامج عمل اتجاه قضايا شعبها و الشعوب الأخرى.
فما هي الرؤية العربية اتجاه السياسة الأمريكية الجديدة و اتجاه رئيسها الجديد " أوباما " ؟
رنا خطيب
حرر: 1/6/2009
السياسة الأمريكية الجديدة...
هل التغيرات الجديدة في السياسة الأمريكية المعلنة اتجاه قضايا الشعوب ،و علاقاتها معهم هي تغيرات في ثوابت تلك السياسة ، معلنة ولادة عهد جديد ؟؟
أم هي تغيرات في وسائل السياسة الأمريكية لتحقيق الأهداف ذاتها في السيطرة والهيمنة على الشعوب و مقدراتهم ؟؟؟
وهل اوباما الرئيس الأمريكي الجديد هو أداة التغير في السياسة الأمريكية الجديدة؟؟
نستهل طرحنا بتعريف موجز للسياسة :"
السياسة : هي فن الممكنات. و السياسة هي فن تحقيق الممكن في إطار الإمكانيات المتاحة ، وفي إطار الواقع الموضوعي في ظل مجموعة من القيم والقواعد. إذا السياسة تتغير و تتقلب استجابة للتطورات المستجدة في العالم ، و وفقا لمصالح البلد ، وما تستدعيه بالضرورة لهذا التغير.
لا يخفى على العاقل أنّه هناك تغير ملحوظ في السياسة الأمريكية اتجاه قضايا الشعوب ، و ما يخصنا هنا ، اتجاه قضايانا..
فقد بدأت لهجة الخطاب الأمريكية تتغير من لهجة معلنة و صريحة و تحمل نبرات التحدي في مواقفها فتعلن حروبها بقوة غير مراعية لقرارات أي منظمة دولية تندد بما تفعله ، بالإضافة إلى إعلانها الحرب على الإسلام تحت شعار
" محاربة الإرهاب" إلى لهجة هادئة تدعو إلى الدبلوماسية المقنعة و الحوار وإشراك الدول المراد فرض هيمنتها عليها في هذا الحوار. و الهدف في النهاية هي إحكام سيطرتها و هيمنتها على الشعوب.
وتغير السياسة الأمريكية لم يأتي بالصدفة أو عن عبث ، بل له خلفيات و نتائج خلفتها السياسة الأمريكية السابقة بقيادة الرئيس بوش الذي نهج في سياسته الوحشية والحرب و الدمار ..مما سبب هذا في كره و مقت شعوب العالم لأمريكا و تراجع شعبيتها في العالم. فأرادت أن تستدرك أخطاء تلك السياسة بتغير سياستها.. فكانت السياسة الجديدة الهادئة بقيادة الرئيس الأمريكي الجديد أوباما..و قد تجلى هذا واضحا في الكثير من مواقفها اتجاه قضايا العالم ، و قضايا العالم الإسلامي:
إيران :
بعد أن كانت أمريكا تعد لها العدة لقيادة حرب ضدها بسبب ملفها النووي.. نجد أمريكا بقيادة أوباما الآن تدعو إلى الحوار لحل هذه القضية سلميا ، و قد تجلى هذا في الخطاب الذي ألقاه أوباما في عيد النيروز لإيران لهذه السنة ، و هو يدعو إلى تجاوز النزاعات الماضية ( 30 عاما) بين الدولتين التي كانت ستثير نوازع الحرب ، و دع إلى حل النزاعات بالحوار و الطرق السلمية.. و قد وعد الرئيس الأمريكي : " بإتباع دبلوماسية تعالج كافة المشاكل" يفي أوباما بواحد من التعهدات الكبرى التي قطعها، وهو إعطاء فرصة للحوار مع خصوم الولايات المتحدة وعلى رأسهم إيران، وقطع دبلوماسية الرئيس السابق جورج بوش الذي أدرج إيران في "محور الشر". "
و هذا الرابط لمن يريد أن يتزود أكثر من ذلك:
http://www.alarabiya.net/articles/2009/03/20/68821.html
فلسطين:
فالسياسة الأمريكية الجديدة تدعم عملية السلام و حل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي القائم على أرض فلسطين ، و ذلك عن طريق الإقناع و الحوار .
سورية:
من أولويات التي كانت تحملها حقيبة أوباما من تعاملات تجاه القضايا العربية هو عملية السلام بين سورية و إسرائيل عن طريق الوسيط تركيا ،
لكن عراقيل السلام سواء لفلسطين أو سورية كانت تزرعها إسرائيل بالرغم من محاولات أمريكا..
غير الإصلاحات الكبيرة التي قادها أوباما في قلب أمريكا ..
و هناك الكثير الكثير من الأمثلة التي تشير إلى تغير السياسية الأمريكية من سياسة وحشية قمعية إلى سياسة هادئة و حوارية و دبلوماسية..
هذا التغير على يد هذا الرجل ( أوباما ) يدعو في الظاهر للتفاؤل نحو مستقبل يدعو إلى السلام. فهل هو في عمقه كما يظهر لنا في الظاهر؟؟
أوباما هو ذالك اللغز الذي حير العالم بأصوله و مواقفه و وضعه و توجهه.
تتصارع الآراء حوله ، و تتخذ من مواقفه ساحة للنقاش الطويل حول ما يحمله من تغير في الاتجاه و المواقف ما بين إيجابي و سلبي للعالم الأمريكي ، و الإسلامي و العربي.
لقد تفاءل الكثير من الناس بمواقف اوباما ، و علقوا عليه الآمال في إنقاذهم مما فيه ، و خصوصا العالم العربي ، و كأنه المهدي المنتظر الذي سيحرر القدس من قبضة العدو.
فهل نعتبر أوباما رجلا خارجا عن الإدارة الأمريكية ، ومخالفا لرؤيتها و سياستها حتى يتماشى مع قضايا الشعوب بما يتناسب مع تلك الشعوب ضد السياسة الأمريكية ؟
أم هو رجل جزء من تلك السياسة التي تفرض قوانينها على الرئيس ، و ليس العكس كما يحدث بالنسبة للعرب؟
فالمعروف عن الإدارة الأمريكية أنها لا تخضع في حكمها للأفراد ، بل لها ثوابتها ، و إن تغير لون السياسة اتجاه شعوبها أو شعوب التي تسعى دائما لوضعها تحت سيطرتها.
و بالتالي إن إدارة بوش أو أوباما أو غيره لن تعني أبدا سياسة فردية تتغير تبعا للرئيس.. فكل رئيس أمريكي يعتلي كرسي الرئاسة يطلب منه تنفيذ ما في حقيبة الإدارة الأمريكية من أجندات و شروط و اتفاقات و تصريحات و برامج عمل اتجاه قضايا شعبها و الشعوب الأخرى.
فما هي الرؤية العربية اتجاه السياسة الأمريكية الجديدة و اتجاه رئيسها الجديد " أوباما " ؟
رنا خطيب
حرر: 1/6/2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق