الخميس، 3 مايو 2012

أدب: أيا حسام الحق ...انتفض

خاطرة:

أيا حسام الحق ...انتفض

أيها الحسام في زمن الرمال المتحركة انتفض
طال ليل صمتك المفجع
وأرض المعركة اشتاقت إلى زئيرك .

أشجار النخيل كسرها الأنين
سنابل القمح نفذ من رحمها الجنين
زهرة الصبا هرمت من عطش السنين
معابر النفوذ أغلقت في وجه الأسير
وأنت ما زلت صامتا تقبع في زوايا الغربة
تنشد أنشودة المجد القديمة
و أقدامك على عرين ماء جار تسير.

تعتصرك أيادي الألم القاسية
يهزك مشهد الاغتيال الدامي
تنظر بعيون الفقد إلى تلك الأرض
التي تخلفت عن حمايتها
من وطأة المعتدين
ترجو الاقتراب منها
لكن حركتك أرهقها العجز السقيم.


مالي أرى خطوات الإقدام عندك ترتجف !
وشمعة الأمل في سماء أفقك تنطفئ !
وهدير قوتك من قضبان الحناجر يرتعد !
و صهيل خيلك من جولة الإقدام يختلج !

من أوقد نيران الاستسلام على أرضك؟!
وزرع أشواك الصدمة في حدائقك ؟!
وأثار حنقة الرياح في وجهك؟!

أ هو وهن الرؤية لمشهد المعركة؟!
أم الرغبة في مرافقة الصمت
في رحلة الانكسار الطويلة ؟!
أم الركون إلى لجة الغروب المسافر
في غياهب اليأس و الحزن؟
أم هو عجز السيف عن النطق
بعد أن جفت موارده ؟!

انتفض.. أعلن ثورة النور في وجه الظلام
متحديا كل أسلحة الاستسلام و قيود الأغلال
مقبلا من بعيد و أمام واجهتـك
ترفع راية الانتصار .

انتفض .. تمرد على قواعد اللعبة الهلامية
التي جندت عرين عرشك طويلا
و أنت قابعٌ في قلعة الأوهام تنتظر الخلاص
و أسدلت ستار رؤيتك في وضح النهار
فجعلتك تتعثر بأقدام الضباب .

انتفض .. دع نهر العطاء من قلبك يتدفق
يروي جفاف الأرض المنهكة من آثار المعركة
يعيد إلى ساحاتها رقصات الورود المنتشية
ووشوشات الفراشات الهامسة .

انتفض ..دع ربيع الصبا يطرق أبواب خريف العمر
يجدد نبض حكايا القلب تحت سطوة القمر.
حرّر براءة الأطفال من براثن الصراع و الخوف
القابعة في خلدهم
ثم دعهم في أحضان أمهاتهم يأنسون حنانها
فيهدأوا و يناموا .


أيا حسام الحق ..انتفض
حرّر أرض المعركة من قيودها
أطلق حريتها بسيفك المسلول
فك أسر الزمان عن قلعتها
أعد جريان نهر الحياة إلى ربوعها
عاهد الحق على مصافحته
ما دام في عروق سيفك نبضا ينتفض.


مع التحيات
رنا خطيب

15/7/2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق